وقيل أيضاً : يسكن المهدي المنتظر عليهالسلام أيّام غيبته في ذي طوى ، وهذا ممّا أشار إليه الباقر عليهالسلام ، وقال : « يكون لصاحب هذا الأمر غيبة في بعض هذه الشعاب ، ثمّ أومأ بيده إلى ناحية ذي طوى حتّى إذا كان قبل خروجه بليلتين إنتهى المولى الذي يكون بين يديه حتّى يلقى بعض أصحابه ، فيقول : كم أنتم هاهنا ؟
فيقولون : نحو من أربعين رجلاً.
فيقول : كيف أنتم لو قد رأيتم صاحبكم.
فيقولون : والله لو يأوي بنا الجبال لأويناها معه ... » (١).
واعتقد البعض بأنّ سكنى الإمام المهدي عليهالسلام في جزيرة تسمّى الخضراء ، وهذا القول والإعتقاد لم يرجع إلى أصل روائي ، وإنّما دخل في كتبنا من القرن الثاني عشر في بعض كتب العلاّمة المجلسي رحمهالله ، حيث نقل قصّة طويلة عن دخول رجل يسمّى بعليّ بن فاضل المازندراني إلى هذه الجزيرة ، وما جرى له فيها ، وإنّما ذكره لما فيه من الغرائب وإن لم يظفر به في الاُصول المعتبرة ، فقال في أوّله : « وجدت رسالة مشتهرة بقصّة الجزيرة الخضراء في البحر الأبيض أحببت إيرادها لاشتمالها على ذلك من رآه ، ولما فيه من الغرائب ، وإنّما أفردت لها باباً لأنّي لم أظفر به في الاُصول المعتبرة » (٢).
فاعتقد البعض ـ اعتماداً على هذه القضيّة المشكوكة ـ بأنّ سكنى الإمام المهدي
_________________________
(١) تفسير العيّاشي : ٢ / ٥٦.
(٢) بحار الأنوار : ٥٢ / ١٥٩.