تخرج الودائع ، فلمّا خرج ظهر على من ظهر وقتله ، وكذلك قائمنا أهل البيت ، لم يظهر أبداً حتّى تخرج ودائع الله ، فإذا خرجت يظهر على من يظهر فيقتله » (١).
ما هو وجه الانتفاع بالمهدي في زمن الغيبة ؟
الجواب : إنتفاع النّاس بالمهدي عليهالسلام كالإنتفاع بسائر الأئمّة الهداة في حياتهم ، فلولاهم لما عُبِدَ الله ، ولساخت ـ أو لماجت ـ الأرض بأهلها ، ولمّا لم يكن فرق بين حضور الإمام وغيبته في هذا التأثير كان مثاله عليهالسلام مثال الشمس أن جلّلها السحاب ، فكما ينتفع النّاس به ، وتستضيئ بنوره في غيبته.
وهذا ممّا أجاب به النبيّ صلىاللهعليهوآله والإمام الصادق والإمام المهدي عليهماالسلام لمن سئل ذلك. وإليك ما روي في هذا السؤال :
١ ـ روى الصدوق بسنده عن جابر الجعفي ، عن جابر الأنصاري ، أنّه سأل النبيّ صلىاللهعليهوآله : « هل ينتفع الشيعة بالقائم عليهالسلام في غيبته ؟
فقال صلىاللهعليهوآله : إي والذي بعصني بالنبوّة إنّهم لينتفعون به ، ويستضيئون بنور ولايته في غيبته كانتفاع النّاس بالشمس وإن جلّلها السحاب » (٢).
٢ ـ وروى الصدوق أيضاً عن السنائي ، عن ابن زكريّا ، عن ابن حبيب ، عن الفضل بن الصقر ، عن أبي معاوية ، عن الأعمش ، عن الصادق عليهالسلام ، قال : « لم تخلو الأرض منذ خلق الله آدم من حجّة لله فيها ، ظاهر مشهور أو غائب
_________________________
(١) تفسير القمّي : ٢ / ٣١٦. علل الشرائع : ١٤٧.
(٢) بحار الأنوار : ٥٢ / ٩٢ ، عن كمال الدين.