فيملك الأرض فيملؤها وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً » (١).
ولا شكّ أنّ هذا الجهاد العظيم لا ينتج إلاّ في ظلّ دولة كريمة يؤسّسها أهل المشرق ، يقول النبيّ صلىاللهعليهوآله : « يخرج ناس من المشرق ، فيوطّؤن للمهدي سلطانه » (٢).
وتنبئنا هذه الروايات أيضاً عن أصحاب هذه الرايات السود من شجاعتهم وقوّتهم وعدم خوفهم وغلبتهم على اليهود ، كما جاء النصّ بذلك من أنّه : « تخرج من خراسان رايات سود فلا يردّها شيء حتّى تنصب بإيلياء » (٣) ، والمقصود من إيليا هم بيت المقدس (٤).
ومن أعظم منن الله على هذه الفئة المسلمة أن جعل أكثر أصحاب المهدي عليهالسلام من بلدانهم ، فقد ذكرت بعض البلدان الإيرانيّة حينما أشارت الروايات إلى البلدان التي فيها أصحاب المهدي عليهالسلام ، كمرورود ، ومرو ، وطوس ، ومغان ، وجابروان ، وقرمس ، واصطخر ، وفارياب ، وطالقان ، وسجستان ، ونيسابور ، وطبرستان ، وقم ، وجرجان ، وأهواز ، وسيراف ، وري ، وكرمان (٥).
قال عليّ عليهالسلام حول أصحاب المهدي الذين هم من الطالقان : « بخ بخ للطالقان ، فإنّ لله عزّ وجلّ بها كنوزاً ليست من ذهب ولا فضّة ، ولكنّ بها رجالاً عرفوا الله حقّ
_________________________
(١) عصر الظهور : ٢١٩.
(٢) سنن ابن ماجة : ٢ / ٢٤. التذكرة في أحوال الموتى والآخرة : ٥٣. فرائد السمطين : ٢ / ٩١.
(٣) عصر الظهور : ٢٢٧.
(٤) المصدر المتقدّم : ٢٢٨.
(٥) دلائل الإمامة : ٣١٤.