إنّ مسألة غيبة الإمام المهدي عليهالسلام من المسائل المهمّة الغامضة ، ولا يهتدي أحد إلى أسرارها ، فلا شكّ أنّ الله جعل ذلك لأسباب ومصالح ، وأخفاها علينا ، ولا تظهر تلك الأسرار إلاّ بعد ظهوره عليهالسلام ، وقد يختلج في الأذهان بعض الأسئلة ، فمنها :
ما هي علل هذه الغيبة ؟ وهل حصلت الغيبة لنبيّ أو وصيّ قبل الإمام المهدي ؟ وما هو معني انتظار الفرج ؟ ولماذا يجب علينا أن نهيّأ أنفسنا ليوم ظهوره عليهالسلام ؟ وما الآثار المترتّبة على انتظار الفرج ، وغير ذلك ممّا سنبحث عنه في هذا الفصل.
هل وقعت غيبة قبل الإمام المهدي ؟
الجواب : إنّ مسألة الغيبة كما قلنا هي من الأسرار الإلٰهيّة ، ولا تختصّ بالحجّة بن الحسن عليهالسلام فقط ، وقد حصل ما يشابه هذه الغيبة لبعض أنبياء الله العظام ، كآدم ونوح وإدريس وصالح وإبراهيم ويوسف وموسى وشعيب وإسماعيل وإلياس ولوط ودانيال وعزير وعيسى ونبيّ الإسلام محمّد بن عبدالله صلّى الله عليه وعليهم أجمعين.
فكان لبعضهم غيبة صغرى ، وبعضهم غاب ولا
يزال غائباً إلى الآن ،