مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا وَذِكْرَىٰ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ) (١).
وهذه الآية الشريفة تدلّ على إحياء جمع من النّاس بعد الموت ، وهم أبناء أيّوب النبيّ عليهالسلام.
قال في المجمع : « وروي عن أبي عبدالله عليهالسلام : إنّ الله تعالى أحيا له أهله الذين كانوا معه قبل البليّة ، وأحيّا له أهله الذين ماتوا وهو في البليّة » (٢).
فهذه خمس آيات قدّمناها لك ، وهي صريحة في إحياء جمع من الأموات ، أحياهم الله قبل القيامة لعلل مذكورة في التفاسير ، فثبت ذلك أنّه لو كان هذا الأمر محالاً لما تطرّق إليه القرآن الكريم ، ولو كان محالاً عقليّاً لما أخبر الله تعالى نبيّه في القرآن الكريم بوقوع ذلك في الاُمم السالفة.
فعلى أساس ما ذكر من الآيات ، وما ورد من الروايات ، حول الرجعة ، صارت الرجعة من جملة معتقدات الشيعة ، وأشار إليها الأعلام قديماً وحديثناً في كتبهم ، كالشيخ الصدوق والسيّد المرتضى والشيخ المفيد والطبرسي والحرّ العاملي ، ومن المعاصرين : والدنا المرحوم آية الله الشيخ محمّد رضا الطبسي وغيرهم.
قال الصدوق عليه الرحمة في كتاب الإعتقادات حول الرجعة : « اعتقادنا
_________________________
(١) ص (٣٨) : ٤١ ـ ٤٣.
(٢) مجمع البيان : ٨ / ٤٧٨.