٢٧٣ سنة بين النّاس ، أي من بداية البعثة النبويّة إلى استشهاد الإمام الحسن العسكري عليهالسلام ، ولكنّ النّاس لم يعرفوا منزلتهم ، فأخذ الله عزّ وجلّ هذه النعم منهم.
ولقد حاربتهم الحكومات الظالمة ، وزجّتهم في السجون ، واستهانت بهم ، وقتلتهم واحداً تلو الآخر ، فلو عرف النّاس منزلة هذه النعم لما أصابنا اليوم حرقة فراق الإمام المهدي عليهالسلام.
فعلينا أن نبحث عن هذه النعمة ، ونطلب من الباري جلّ وعلا أن يردّه علينا كي نستظلّ بظلّ وجوده في أيّام ظهوره عليهالسلام.
روي الشيخ الصدوق في علله بسنده عن مروان الأنباري ، قال : « خرج من أبي جعفر عليهالسلام : إنّ الله إذاكره لنا جوار قوم نزعنا من بين أظهرهم » (١).
ومن الحكم المشار إليها في الروايات والأحاديث الإسلاميّة أن لا تكون لأحد في عنقه بيعة : لأنّ الإمام المهدي ـ كما أشارت الروايات بذلك ـ تختلف ظروفه تماماً مع سائر المعصومين عليهمالسلام ، فهو لا يخضع لأي سلطة ، فلو ظهر قبل تحقّق شروط ظهوره كاملة ، فإمّا أن يكون تابعاً لحكومة معيّنة وخاضعاً لها ، وهذا الأمر مخالف لما روي ، فعليه أن يكون غائباً حتّى لا يكون في عنقه بيعة لأحد من الخلق.
روى عليّ بن الحسن الفضّال ، عن أبيه ، عن الرضا عليهالسلام ، قال : « كأنّي بالشيعة عند فقدانهم الثالث من ولدي يطلبون المرعى فلا يجدونه.
قلت له : ولِمَ ذلك يابن رسول الله ؟
_________________________
(١) علل الشرائع : ١ / ٢٣٤. بحارالأنوار : ٢ / ٩٠.