« فاشتدّ بكائي وشوقي وقلت : يا رسول الله ، أبعهد منك ؟
فقال : إي والله الذي أرسلني بالحق منّي ومن عليّ وفاطمة والحسن والحسين والتسعة ، وكلّ من هو منّا ومعنا ومضام فينا ، إي والله وليحضرنّ إبليس له جنوده ، وكلّ من محض الإيمان محضاً ، حتّى يؤخذ له بالقصاص والأوتار ولا يظلم ربّك أحداً ، وذلك تأويل هذه الآية : ( وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ ) (١).
قال : فقمت من بين يديه وما اُبالي لقيت الموت أو لقيني » (٢).
وعن الصادق عليهالسلام ، قال : « إنّما يرجع إلى الدنيا عند قيام القائم عليهالسلام من محض الإيمان محضاً ، أو محض الكفر محضاً ، فأمّا سوى هذين فلا رجوع لهم إلى يوم المآب » (٣).
هل للأنبياء دور في دولة الإمام المهدي عليهالسلام ؟
الجواب : من الوعود الإلٰهيّة الكبيرة للأنبياء هي نصرتهم على أعدائهم ، ولمّا ثبت أنّ كثيراً منهم قتلوا ظلماً وعدواناً على يد طواغيت عصرهم ، فلابدّ من مجيء يوم لنصرة الأنبياء والرسل ، فلا شكّ أنّ ذلك اليوم هو الرجعة ، أي رجعة أنبياء الله في دولة المهدي عليهالسلام ، حيث يرجعون وينتقمون من أعداءهم ،
_________________________
(١) القصص (٢٨) : ٥ و ٦.
(٢) دلائل الإمامة : ٢٣٨.
(٣) معجم أحاديث الإمام المهدي : ٤ / ٨٣.