وأمّا البخاري فهو وإن لم ينقل أحاديث المهدي عليهالسلام في صحيحه ، ولكنّه ذكر في تاريخه إسم الإمام المهدي في عدّة أماكن ، فقد نقل حديث « المهدي من أهل البيت » (١) عن النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وهكذا أشار في تاريخه إلى حديث : « المهدي حقّ ، من ولد فاطمة » (٢).
لماذا يجب علينا معرفة الإمام المهدي ؟
الجواب : لو فتّشنا الكتب الروائيّة والكلاميّة لعثرنا على روايات كثيرة في كتب الشيعة والسنّة تدلّ على وجوب معرفة الإمام وحجّة الله على الأرض ، ثمّ متابعته والإقتداء به ، وإن فسّر كثير من علماء العامّة هذه الروايات الواردة عن النبيّ بالخلفاء والحكّام.
ولكنّ الشيعة تعتقد بأنّ المقصود من الإمام في هذه الروايات هم الأئمّة المعصومون عليهمالسلام ، ولهذا يعتقدون بلزوم معرفته ، حيث أنّ معرفته عليهالسلام هو جزء من معرفة الأئمّة الإثني عشر ، كما أشار النبيّ إلى عددهم قائلاً لسلمان الفارسي : « الأئمّة بعدي إثنا عشر » ، ثمّ قال : « كلّهم من قريش ، ثمّ يخرج قائمنا فيشفي صدور قوم مؤمنين ، ألا أنّهم أعلم منكم ، فلا تعلّموهم ألا أنّهم عترتي ، من لحمي ودمي ، ما بال أقوام يؤذوني فيهم ، لا أنالهم الله شفاعتي » (٣).
وكان الإمام الحسن عليهالسلام يقول : « الأئمّة بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله إثنا عشر ، تسعة
_________________________
(١) تاريخ البخاري : ١ / ٣١٧.
(٢) المصدر المتقدّم : ٣ / ٣٤٦.
(٣) كفاية الأثر : ٤٤.