بقيادة قائد عظيم من أبنائه ، والذي إسمه على إسمه ، وكنيته مثل كنيته (١) ، ونقلت عنه روايات كثيرة في ذلك ، حيث عرّفت النّاس بهذا الوجه المقدّس ، وهذه الحكومة الإلٰهيّة ، وما يلزم عليهم قبل ذلك.
ولقد بيّنت العترة الطاهرة عليهمالسلام إثر ما بيّنه النبيّ صلىاللهعليهوآله أكثر ممّا سبق عنه صلىاللهعليهوآله ، ووضّحوا جميع أبعادها بشكل تكون جميع تلك الروايات والأحاديث الإسلاميّة متحدّثه عن مسألة التمهيد والتهيئة لدولة الإمام المهدي عليهالسلام.
وأمّا كيفيّة التمهيد لظهوره فهي كثيرة نشير إلى بعضها :
قلنا قبل ذلك إنّ أحد أسباب غيبة الإمام المهدي عليهالسلام هو الذنوب التي تحطّ من قيمة المجتمع ، وأنّ مواجهة هذه الاُمور تعتبر من عوامل التمهيد لظهور الإمام عليهالسلام ؛ لأن دولة المهدي دولة المواجهة ضدّ الفساد والبدع والإنحراف ، ومن أهدافه السامية ، فقد قال النبيّ في ذلك : « يملأ الله به الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً » (٢) ، فمن أراد أن يهيّأ نفسه لدولة الإمام المهدي عليهالسلام فعليه أن يعمل عمل الإمام ، ويواجه البدع ، ويتعاون معه في هذا السبيل.
فلقائل يقول : إذا أردنا أن نسرع في ظهور المهدي علينا أن ننشر الفساد أو فعلى الأقلّ أن نسكت أمام الفساد والإنحراف حتّى يعمّ الفساد في المجتمع ويظهر المهدي عند ذلك.
قلنا : مع العلم بأنّ هذه النظريّة فاسدة ولا أساس لها ، فإنّ الإمام المهدي
_________________________
(١) تذكرة الخواصّ : ٢٦٣. عقد الدرر : ٣٢.منهاج السنّة : ٤ / ٢١١.
(٢) الغيبة / النعماني : ٨١.