ومن العلائم الحتميّة أيضاً : الخسف بالبيداء ، والبيداء موضع بين مكّة والمدينة ، فإنّ السفياني عندما يسمع بخروج المهدي يرسل جيشاً إلى المدينة ، ولمّا يصلون إلى البيداء تخسف بهم الأرض.
قال الباقر عليهالسلام في حديث طويل : « ويبعث السفياني بعثاً إلى المدينة ، فينفر المهدي منها إلى مكّة ، فيبلغ أمير جيش السفياني أنّ المهدي عليهالسلام قد خرج إلى مكّة ، فيبعث جيشاً على أثره فلا يدركه حتّى يدخل مكّة خائفاً يترقّب سنّة موسى بن عمران.
قال : وينزل أمير جيش السفياني البيداء ، فينادي منادٍ من السماء : يا بيداء ، أبيدي القوم ، فيخسف بهم ، فلا يفلت منهم إلاّ ثلاثة نفر يحوّل الله وجوههم إلى أقفيتهم ، وهم من كلب ، وفيهم نزلت هذه الآية : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُم مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَىٰ أَدْبَارِهَا ) (١) » (٢).
وأمّا الخامس من العلائم الحتميّة : كفّ من السماء ، كما أشار الإمام الصادق عليهالسلام إلى ذلك حيث قال : « وكفّ تطلع من السماء من المحتوم » (٣).
وقفة قصيرة : إختلفت الروايات في ذكر هذه العلامات الحتميّة ، ففي بعضها
_________________________
(١) النساء (٤) : ٤٧.
(٢) بحار الأنوار : ٥٢ / ٢٣٨.
(٣) الغيبة / النعماني : ٢٥٢ ، الباب ١٤.