إنّه لا يكون حتّى ينادي منادٍ من السماء يسمع أهل المشرق والمغرب ، حتّى تسمعه الفتاة في خدرها » (١).
وفسّر لنا الإمام الصادق هذا النداء باسم الإمام المهدي وإسم أبيه ، فقال لزياد القندي حينما سأله عن النداء الذي من المحتوم ، فقال : منادٍ ينادي باسم القائم وإسم أبيه عليهماالسلام » (٢).
وعلى ما روى الإمام الباقر لنا أنّ هذا النداء يكون من قِبل جبرئيل ، وذلك في الثلاث والعشرين من شهر رمضان المبارك ، في ليلة الجمعة ، قال عليهالسلام : « الصيحة لا تكون إلاّ في شهر رمضان ؛ لأنّ شهر رمضان شهر الله ، الصيحة فيه هي صيحة جبرئيل عليهالسلام إلى هذا الخلق.
ثمّ ينادي منادٍ من السماء باسم القائم عليهالسلام ، فيسمع مَن بالمشرق ومَن بالمغرب ، لا يبقى راقد إلاّ استيقظ ، ولا قائم إلاّ قعد ، ولا قاعد إلاّ قام على رجليه فزعاً من ذلك الصوت ، فرحم الله من اعتبر بذلك الصوت فأجاب ، فإنّ الصوت الأوّل هو صوت جبرئيل الروح الأمين عليهالسلام.
ثمّ قال عليهالسلام : يكون الصوت في شهر رمضان ، في ليلة الجمعة ليلة ثلاث وعشرين ، فلا تشكّوا في ذلك ، واسمعوا وأطيعوا ، وفي آخر النهار صوت الملعون إبليس ينادي : ألا أنّ فلاناً قُتل مظلوماً ليشكّك النّاس ويفتنهم ، فكم في ذلك اليوم من شاكّ متحيّر قد هوى في النّار ، فإذا سمعتم الصوت في شهر رمضان فلا تشكّوا فيه ، إنّه صوت جبرئيل ... » (٣).
_________________________
(١) و (٢) الغيبة / النعماني : ٢٥٧.
(٣) معجم أحاديث الإمام المهدي عليهالسلام : ٣ / ٢٥٣.