نفسه ، يرتدّ فيها أقوام ، ويثبت فيها آخرون » (١).
وقال عبد العظيم بن عبدالله الحسني : « قلت لمحمّد بن عليّ بن موسى : إنّي لأرجوك أن تكون القائم من أهل بيت محمّد الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً.
فقال عليهالسلام : يا أبا القاسم ، ما منّا إلاّ قائم بأمر الله ، وهادي إلى دين الله ، ولكنّ القائم الذي يطهّر الله عزّ وجلّ به الأرض من أهل الكفر والجحود ، ويملأها عدلاً وقسطاً ، هو الذي يخفى على النّاس ولادته ، ويغيب عنهم شخصه ، ويحرم عليهم تسميته ، وهو سميّ رسول الله صلىاللهعليهوآله وكنيّه ... » (٢).
وأمّا لماذا لقّب الإمام بهذا اللقب ، فذكر في ذلك عدّة أقوال ، نذكر بعضها على نحو الإختصار :
روي الصدوق بسنده عن أبي حمزة ثابت بن دينار ، قال : « سألت أبا جعفر محمّد بن عليّ الباقر عليهالسلام : يابن رسول الله ، لِمَ سمّي عليّ عليهالسلام أمير المؤمنين ، وهو إسم ما سمّي به أحد قبله ولا يحلّ لأحد من بعده ؟
قال : لأنّه ميرة العلم ، يمتار منه ولا يمتار من أحد غيره.
قال : فقلت : يابن رسول الله ، فلِمَ سُمّي سيفه ذا الفقار ؟
فقال عليهالسلام : لأنّه ما ضرب به أحد من خلق الله إلّا أفقره من هذه الدنيا من أهله وولده ، وأفقره في الآخرة من الجنّة.
_________________________
(١) كفاية الأثر : ٢٦٥.
(٢) المصدر المتقدّم : ٢٧٨.