بالرجعة أنّها حقّ » (١).
ونقل السيّد المرتضى إجماع الإماميّة على رجعة عدّة من المؤمنين يحييهم الله عند ظهور المهدي عليهالسلام قائلاً : « إنّ الذي تعتقد به الشيعة الإماميّة ، ولا يشكّ به عاقل ، إنّ هذا الفعل مقدور لله تعالى وليس من المستحيلات » (٢).
وقال الشيخ المفيد رحمهالله : « إنّ الله تعالى قوماً من الأموات إلى الدنيا في صورهم التي كانو عليها ، فيعزّ منهم فريقاً ويذلّ فريقاً ، ويديل المحقّين من المبطلين والمظلومين ، منهم من الظالمين ، وذلك عند قيام مهدي آل محمّد عليهالسلام ... وقد جاء القرآن بصحّة ذلك ، وتظاهرت به الأخبار والإماميّة لأجمعها عليه إلاّ شذاذ منهم تأوّلوا ما ورد فيه ممّا ذكرناه على وجه يخالف ما وصفناه » (٣).
وقال الطبرسي في مجمع البيان في ذيل قوله تعالى : ( وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِّمَّن يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ ) (٤).
« واستدلّ بهذه الآية على صحّة الرجعة من ذهب إلى ذلك من الإماميّة بأن قال : إنّ دخول من في الكلام يوجب التبعيض ، فدلّ ذلك على أنّ اليوم المشار إليه في الآية يحشر فيه قوم دون قوم ، وليس ذلك صفة يوم القيامة الذي يقول
_________________________
(١) عقائد الصدوق : ٨٢ ، المطبوع مع الباب الحادي عشر.
(٢) الشيعة والرجعة : ٢ / ٢٥٨.
(٣) أوائل المقالات : ٨٩.
(٤) النمل (٢٧) : ٢٧ / ٨٣.