روى الكليني في الكافي بسنده عن ضوء بن عليّ العجلي ، عن رجل من أهل فارس سمّاه ، قال : « أتيت سر من رأي ولزمت باب أبي محمّد عليهالسلام فدعاني ، فدخلت عليه وسلّمت ، فقال : ما الذي أقدمك ؟
قال : قلت : رغبة في خدمتك.
قال فقال لي : فألزم الباب.
قال : فكنت في الدار مع الخدم ثمّ صرت اشتري لهم الحوائج من السوق ، وكنت أدخل عليهم من غير إذن إذا كان في الدار رجال.
قال : فدخلت عليه يوماً وهو في دار الرجال ، فسمعت حركة في البيت فناداني : مكانك لا تبرح ، فلم أجسر أدخل ولا أخرج ، فخرجت علَيَّ جارية ومعها شيء مغطّى.
ثم ناداني : ادخل ، فدخلت ، ونادى الجارية فرجعت إليه ، فقال لها : أكشفي عمّا معك ، فكشفت عن غلام أبيض ، حسن الوجه ، وكشفت عن بطنه فإذا شعر نابت من لبته إلى سرته ، أخضر ليس بأسود ، فقال : هذا صاحبكم ، ثمّ أمرها فحملته ، فما رأيته بعد ذلك حتّى مضى أبو محمّد عليهالسلام » (١).
لماذا أخفى الإمام العسكري عليهالسلام ولده عن أعين الناس ؟
الجواب : لقد كان الخلفاء العبّاسيّون في قلق وخوف على دولتهم ، وخصوصاً
_________________________
(١) تبصرة الوليّ فيمن رأى القائم المهدي : ٥١ ، عن الكافي : ١ / ٣٢٩.