المعتزّ والمهتدي والمعتمد من مولود سيحطّم عرش الظلم ، ولذلك شدّدوا الحصار ، وجعلوا الإمام تحت المراقبة الشديدة على نفس المنهج الذي سلكه فرعون لمنع حصول ولادة موسى عليهالسلام وكانوا يختارون من جلاوزتهم ممّمن يراقب بيوت الهاشميّين ، وعلى الخصوص بيت الإمام الحسن العسكري عليهالسلام ، وحاولوا مراراً القضاء على حياة الإمام ، والعثور على الإمام المهدي وقتله ، ولذلك كان يخفيه عنهم. وأمّا محاولاتهم الفاشلة فهي كما يلي :
حاول كلٌّ من : المعتزّ والمهتدي والمعتمد العبّاسي مراراً القضاء على حياة الإمام الحسن العسكري في داره أو في السجن لمنع ولادة المهدي المنتظر عليهالسلام ، فقال عليهالسلام حينما ولد الحجّة : « زعم الظلمة أنّهم يقتلونني ليقطعوا هذا النسل ، فكيف رأوا قدرة الله » (١).
لم يمرّ على رحيل الإمام العسكري عليهالسلام إلاّ لحظات حتّى حوصر بيت الإمام بأمر من المعتمد العبّاسي ، وقام الشرطة بالتفتيش الدقيق في بيت الإمام والبحث عن إبنه.
قال الصدوق : « وجاءوا بنساء يعرفن بالحبل ، فدخلن على جواريه ، فنظرن إليهنّ ، فذكر بعضهنّ أنّ هناك جارية بها حمل ، فأمر بها ، فجعلت في حجرة ووكّل بها نحرير الخادم وأصحابه ونسوة معهم » (٢).
_________________________
(١) كفاية الأثر : ٢٨٩.
(٢) كمال الدين : ١ / ٤٣.