إنّ من المسلّمات الفطريّه السلمية ، والتي اُشير إليه في الكتب السماويّة المقدّسة ، هو الإعتقاد بظهور مصلح عالمي ، الذي يصل في ظلّ حكوته جميع البشريّة الي السعادة الواقعيّة ، وأنّ جميع أتباع الكتب السماويّة بانتظار رجل يُنهي جميع الظلم ، ويجعل المحبّة والسلام حاكمَين في جميع العالم. فكلّ المستضعفين في العالم بانتظار ظهور ذلك المصلح العالمي ، وأنّ الإعتقاد بذلك لا يختصّ بأهل الأديان السماويّة فسحب ، بل الإنسان بفطرته يطلب ظهور المصلح الذي يمتلك القدرى الغيبيّة الإلهيّة ، والذي يستطيع أن يقيم حكومة عادلة.
فبعض الحكّام الظالمين اليوم يبذلون جهدهم حتّى يعرِّفوا أنفسهم بأنّهم ذلك المصلح ، حتّى يستطيعوا ـ بتصوّرهم ـ أن يخدعوا النّاس في عقيدتهم الفطريّة هذه ، ولأجل ذلك أرسلوا الجيوش إلي الدول الضعيفة ، وقتلوا الأبرياء العزّل ، زاعمين أنّهم يدافعون عن حقوق البشر.
وسيوافيك في هذا الفصل عدّة أسئلة تتلّق بهذا الإعتقاد.
هل اُشير في الكتب السماويّة لمسألة ظهور المصلح العالمي ، أم أنّ هذه العقيدة هي من مختصّات المسلمين ؟
الجواب : لا تختصّ هذه العقيدة
بالمسلمين فقط ، بل أنّ جميع الأديان والكتب