الإلٰهيّة ـ حتّى بعض النظم ـ بشّرت بمنجي العالم في آخر الزمان ، والذي سيجعل الدنيا مليئة بالعدل والإنصاف.
كما ورد في القرآن الكريم : ( وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ) (١).
إختلف المفّسرون للقرآن الكريم في كلمة ( الذِّكْرِ ) ، فمنهم من قال : « إنّها تطلق علي جميع الكتب السماويّة النازلة من قِبل الله عزّ وجلّ على الأنبياء » (٢).
وقال آخرون : « بأنّ المراد منها هو التوراة » (٣).
وعلى كلّ حال ، فإنّ الكتب السماويّة بشّرت بأنّ الصالحين وأولياء الله في نهاية سيحكمون كلّ العالم.
وكتب الاُستاذ محمّد رضا الحكيمي : « بأنّ فكرة ظهور المصلح في آخر الزمان من الاُصول الأساسية منذ العصور القديمة ، وكانوا يذكرونها بشكل دائم ، ونحن اليوم وبعد مرور عدّة قرون نجد ما يدلّ على ذلك من خلال الآثار التي تركها الماضون » (٤).
وكتب أحد العلماء المعاصرين يقول : « الفتوريسم في الحقيقة تعني الإعتقاد بفترة آخر الزمان وانتظار ظهور المنجي ، عقيدة ثابتة ومسلّمة ومقبولة لدى الأديان السماويّة ، كاليهوديّة والزرادشتيه والمسيحيّة بمذاهبها الأصليّة الثلاثة ـ الكاثوليك والبروتستانت والارتذوكس ـ وكلّ الأديان السماويّة بشكل عام ،
_________________________
(١) الأنبياء (٢١) : ١٠٥.
(٢) تفسير الميزان : ١٤ / ٣٣٧.
(٣) المصدر المتقدّم : ٣٢٩.
(٤) خورشيد مغرب : ٦٦.