قلت : ومن هم ؟
قال : قوم من حبّهم لعليّ بن أبي طالب يحلفون بحقّه ، وما يدرون ما حقّه وفضله ، أي قوم يعرفون ما يجب عليهم معرفته جملة لا تفصيلاً من معرفة الله ورسوله والأئمّة ونحوها.
ثمّ قال : وجئت تسأل عن مقالة المفوّضة ؟ كذبوا ، بل قلوبنا أوعية لمشيئة الله عزّ وجلّ فإذا شاء الله تعالى شئنا ، والله يقول : ( وَمَا تَشَاءُونَ إِلاَّ أَن يَشَاءَ اللهُ ) (١).
فقال لي أبو محمّد عليهالسلام : ما جلوسك وقد أنبأك بحاجتك ، قم ، فقمت » (٢).
روي الشيخ الطوسي عن جعفر بن محمّد بن مالك الفزاري البزّاز ، عن جماعة من الشيعة ، منهم : عليّ بن بلال ، وأحمد بن هلال ، ومحمّد بن معاوية بن حكيم ، والحسن بن أيّوب بن نوح... قالوا جميعاً : « اجتمعنا إلى أبي محمّد الحسن بن عليّ عليهالسلام نسأله عن الحجّة من بعده ، وفي مجلسه عليهالسلام أربعون رجلاً ، فقام إليه عثمان بن سعيد بن عمرو العمري فقال له : يابن رسول الله ، اُريد أن أسألك عن أمر أنت أعلم به منّي.
فقال : اجلس يا عثمان.
فقام مغضباً ليخرج ، فقال : لا يخرجنّ أحد.
فلم يخرج أحد إلى أن كان بعد ساعة ، فصاح عليهالسلام بعثمان فقام على قديمه.
_________________________
(١) الإنسان (٧٦) : ٣٠.
(٢) الخرائج والجرائح : ١ / ٤٥٨.