وقائدها ، وللوصول إلى أهداف ثورة الإمام المهدي المقدّسة علينا أن نعرفه أوّلاً ، ثمّ نتأمّل في نهضته وودولته وأهدافه السامية ، وما يريد منّا قبل ذلك ، فهذه التأمّلات تدفعنا أن نمهّد لأنفسنا ونتهيّأ لذلك ، ومهّد القرآن الكريم والنبيّ والأئمّة الطاهرين وبيّنوا أبعاد نهضة الإمام الغائب بشتّى الطرق ، فكما مرّ عليك أنّ القرآن الكريم ذكر في عدّة آيات وراثة الصالحين للأرض ، فقال :
( وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ) (١).
وقال : ( وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ) (٢).
وقال : ( وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ) (٣)
ومن هنا اُلزم النّاس أن يفكّروا بالصالحين الذين سيرثون الأرض من هم هؤلاء ؟ وما هي ميزاتهم ؟ ولماذا اختاروا هؤلاء دون الآخرين ؟ وكيف يحكمون الأرض ؟ وكيف يحكِّمون القرآن والإسلام في العالم ؟ وما هي أساليب استخدام ذلك ؟ ومن هنا تبدأ التساؤلات حول هذه القضيّة.
ولمّا نزلت هذه الآيات أخبر النبيّ صلىاللهعليهوآله المسلمين منذ البداية بالحكومة العالميّة
_________________________
(١) الأنبياء (٢١) : ١٠٥.
(٢) القصص (٢٨) : ٥.
(٣) النور (٢٤) : ٥٥.