مستور ، ولا تخلو إلى أن تقوم الساعة من حجّة لله فيها ، ولولا ذلك لم يعبد الله.
قال سليمان : فقلت للصادق عليهالسلام : فكيف ينتفع النّاس بالحجّة الغائب المستور ؟
قال : كما يتفعون بالشمس إذا سترها السحاب » (١).
٣ ـ وكتب الإمام المهدي إلى إسحاق بن يعقوب في زمن الغيبة الصغرى ، وخرج ذلك على يد محمّد بن عثمان ، وقال فيه :
« وأمّا علّة ما وقع من الغيبة ، فإنّ الله عزّ وجلّ يقول : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ) (٢) إنّه لم يكن أحد من آبائي إلاّ وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه ، وإنّي أخرج حين أخرج ولا بيعة لأحد من الطواغيت في عنقي ، وأمّا وجه الأنتفاع بي في غيبتي فكالإنتفاع بالشمس إذا غيّبها عن الأبصار السحاب ، وإنّي لأمان لأهل الأرض كما أنّ النجوم أمان لأهل السماء ، فاغلقوا أبواب السؤال عمّا لا يعنيكم ، ولا تتكلّفوا على ما قد كفيتم ، وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج ، فإنّ ذلك فرجكم ، والسلام عليك يا إسحاق بن يعقوب ، وعلى من اتّبع الهدى » (٣).
قلت : بيّن العلاّمة المجلسي وجه التشبيه بالشمس ضمن اُمور نذكرها تتميماً للفائدة ، فقال :
« التشبيه بالشمس المجلّلة بالسحاب يؤمي إلى اُمور :
الأوّل : أنّ نور الوجود والعلم والهداية يصل إلى الخلق بتوسّطه عليهالسلام ؛ إذ ثبت بالأخبار المستفيضة أنّهم العلل الغائيّة لإيجاد الخلق ، فلولاهم لم يصل
_________________________
(١) أمالي الصدوق : ١٨٦. بحار الأنوار : ٥٢ / ٩٢.
(٢) المائدة (٥) : ١٠١.
(٣) الاحتجاج : ٢ / ٤٦٩. بحار الأنوار : ٥٢ / ٩٢.