في هذه الجزيرة ، وجزم بعضهم على أنّ مثلث برمودا هو المكان الذي يسكن فيه الإمام المهدي ، حيث طبّقوا الجزيرة على هذا المثلث من دون أي دليل وبرهان.
واستدلّ أحدهم على ما يعتقده بأنّه ما استطاعت الدول العظمى الوصول إلى هذا المكان رغم محاولاتهم في الوصول إليه وذهبت أتعابهم أدراج الرياح (١).
ولكن كما عرفت أنّ هذه النظريّة غير صحيحة ؛ لأنّه ـ كما قلنا سابقاً ـ لا يعرف أحد سكن الإمام ، ولا التقى به عليّ بن فاضل في هذا المكان حتّى يستنتج أحدهم بأن هذا المكان هو سكن الإمام عليهالسلام.
وثانياً : أنّ أصل القصّة مشكوكة وليس لها أصل معتبر بسبب التناقضات الموجودة فيها ، فكيف تصل النوبة إلى تطبيق هذه الجزيرة على مثلث برموداً (٢).
وثالثاً : فلو كان ملاك السكني عند هؤلاء هو اللقاء والمشاهدة لزم عليهم أن يعينّوا مئات الدور في عشرات من الأمكنة والبقاع في شرق الأرض وغربها للإمام عليهالسلام ، حيث رآه كثير من النّاس في هذه الفترة في أماكن مختلفة ، ولا أراهم يلتزمون بهذا المعنى.
أماكن الحضور مع الإستتار
ومع ذلك فيحضر الإمام المهدي عليهالسلام في كثير من الأماكن ، كما عن الصادق عليهالسلام حيث شبّه القائم عليهالسلام بيوسف عليهالسلام فقال في حديث له : « فما تنكر هذه الاُمّة أن يكون
_________________________
(١) راجع الجزيرة الخضراء واقع أم خيال ؟ : ٤٧ ، نقلاً عن ناجي النجّار.
(٢) مزيد الاطّلاع راجع : الجزيرة الخضراء واقع أم خيال ؟ تحقيق وترجمة : أبوالفضل طريقه دار.