أين يسكن الأبدال ؟
ليس الأبدال من طائفة واُمّة خاصّة ، وليسوا أيضاً من مدينة معيّنة ، بل يحتمل أن يكون بعضهم من بلد واحد ، ويمكن أيضاً أن يكون كلّ واحد منهم من منطقة أو مدينة ، فعلى نقل الطريحي في مجمع البحرين أنّ أكثرهم من أهل الشام ، حيث قال : « إنّ الأبدال قوم يُقيم الله بهم الأرض ، وهم سبعون : أربعون بالشام وثلاثون بغيرها » (١).
هل يمكن أن نكون من الأبدال ؟
نقول : فمع التسليم بأنّ الأبدال موجودون في كلّ الأزمنة والأماكن ، فلا ريب ولا شبهة أنّه يمكن أن نكون من جملتهم ، كما أشار النبيّ صلىاللهعليهوآله إلى هذه المسألة بأنّ هؤلاء : « لم يدركوها بصلاة ولا صوم ولا صدقة ، بل أدركوها بالسخاء والنصيحة للمسلمين » ، وهكذا أجاب جماعة اُخرى عندما سألوه عن الأبدال وعن صفاتهم فقال : « يعفون عمّن ظلمهم ، ويحسنون إلى من أساء إليهم ، ويتواسون فيما آتاهم الله عزّ وجلّ ».
وهناك صفات اُخرى إذا وجدت في شخص فإنّه سوف يكون واحداً منهم ، كما قرأت ذلك عنهم ، فكلّ ذلك دليل أنّ من يحمل هذه الصفات فإنّه يكون من الأبدال ، ولكن أين الوصول إلى هذه الصفات العالية ، وقلّ ما يجد ذلك إلاّ الأوحديّ من النّاس ، وخصوصاً إذا قلنا إنّ الأبدال هم خدم الإمام المهدي ، فالأمر أشكل وأصعب.
اللّهمّ اجعلنا من أنصاره ، وأعوانه ، والذابّين عنه
_________________________
(١) مجمع البحرين : ٤٢٥.