٦ ـ عن محمّد بن عبد الله بن الحميري قال : كتبت إلى الإمام صاحب الزمان عليهالسلام أسأله : هل يجوز أن يسبّح الرجل بطين القبر؟ وهل فيه فضل؟ فأجاب : « يسبّح الرجل به ، فما من شيء من السبح أفضل منه » (١).
والظاهر أنّ المراد من القبر قبر الحسين عليهالسلام ، والألف واللام للعهد ؛ لكون ذلك معهوداً مشهوراً عند أهل البيت عليهمالسلام وشيعتهم.
٧ ـ عن محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميري قال : كتبت إلى الإمام صاحب الزمان عليهالسلام أسأله : عن السجدة على لوح من طين القبر ، وهل فيه فضل؟ فأجاب عليهالسلام : « يجوز ذلك ، وفيه الفضل » (٢).
ولا غرو أن يجعل الله سبحانه الفضل في السجود على تربة سيّد الشهداء عليهالسلام ، وهو سيّد شباب أهل الجنّة ، وقرّة عين الرسول صلىاللهعليهوآله ، ومهجة فاطمة البتول عليهاالسلام ، وابن أمير المؤمنين عليهالسلام ، وأحد أصحاب الكساء ، وهو وأخوه المراد من الأبناء في الكتاب الكريم في قصّة المباهلة ، وهو شريك أبيه وأُمّه في سورة هل أتى ، وأحد الأئمّة الكرام الهداة ، وأحد الخلفاء الاثني عشر ، وهو مصباح الهدى ، وسفينة النجاة.
فأيّ مانع من تشريف الله تعالى له وتكريمه إيّاه بتفضيل السجود على تربته؟
وقال الشيخ محمّد حسين كاشف الغطاء قدسسره في كتابه « الأرض والتربة الحسينية » في بيان حكمة إيجاب السجود على الأرض ، واستحباب السجود على التربة الشريفة :
ولعلّ السرّ في إلزام الشيعة الإمامية السجود على التربة الحسينية ، مضافاً إلى ما ورد في فضلها من الأخبار ، ومضافاً إلى أنّها أسلم من حيث النظافة والنزاهة من السجود على سائر الأراضي ، وما يطرح عليها من الفرش والبوراي ، الحصر الملوّثة والمملوءة غالباً من الغبار والمكروبات الكامنة فيها ، مضافاً إلى كُلّ ذلك ، فلعلّه
____________
١ ـ الاحتجاج ٢ / ٣١٢.
٢ ـ نفس المصدر السابق.