الحقّ ، وكانت عابدة ترتفع صلواتها إلى الله ، ومعلّمة تعطي العلم للنساء ، وكانت تعيش مسؤوليتها في البيت والمجتمع مع أبيها وزوجها ، فسلام الله عليها حين وُلدت ، وحين انتقلت إلى رحاب ربّها ، وعندما تُبعث حية.
علينا أنّ نجعل منها القدوة ـ رجالاً ونساءً ـ لأنّها من خير من يُقتدى به ، كانت حبيبة رسول الله وتلميذته ورفيقته ، وقد قال أمير الشعراء أحمد شوقي وهو يتحدّث عن الزهراء عليهاالسلام :
ما تمنّى غيرها نسلاً ومن |
|
يلد الزهراء يزهد في سواها |
ج : لقد وردت روايات صحيحة تخبرنا عن بكاء سيّدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليهاالسلام على أبيها رسول الله صلىاللهعليهوآله بعد وفاته ، ويستفاد أيضاً من هذه الروايات شدّة تأثّرها وحزنها لفراق أبيها صلىاللهعليهوآله ، وكذلك للأحداث المؤلمة التي جرت بعد وفاته مباشرة.
ومن ذلك ما رواه الشيخ المفيد قدسسره بسنده عن عبد الله بن محمّد بن سليمان الهاشمي ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن زينب بنت علي بن أبي طالب عليهمالسلام قالت : « لمّا اجتمع رأي أبي بكر على منع فاطمة عليهاالسلام فدك والعوالي ، وآيست من إجابته لها عدلت إلى قبر أبيها رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فألقت نفسها عليه ، وشكت إليه ما فعله القوم بها ، وبكت حتّى بلّت تربته بدموعها وندبته ، ثمّ قالت في آخر ندبتها :
قد كان بعدك أنباء وهنبثة |
|
لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب |
إنا فقدناك فقد الأرض وابلها |
|
وأختل قومك فأشهدهم فقد نكبوا |
إلى قولها :
فقد لقينا الذي لم يلقه أحد |
|
من البرية لا عجم ولا عرب |