على سقي الماء في الدار الآخرة ؛ ليكونوا على يقين من أنّ عملهم هذا موافق لرضوان الله وزلفى للمولى سبحانه يستتبع الأجر الجزيل ، وليس هو طبيعي محض ، وهذا ما جاء عن النبي صلىاللهعليهوآله وأهل بيته المعصومين عليهمالسلام من فضل بذل الماء في محل الحاجة اليه وعدمها سواء كان المحتاج اليه حيواناً أو بشراً مؤمناً كان أو كافراً.
ففي الحديث عن النبي صلىاللهعليهوآله : أفضل الأعمال عند الله إبراد الكبد الحرى من بهيمة وغيرها (١).
وقال الصادق عليهالسلام : من سقى الماء في موضع يوجد فيه الماء كان كمن اعتق رقبة ، ومن سقى الماء في موضع لا يوجد في الماء كان كمن أحيى نفساً ، ومن أحياها فكأنما أحيى الناس أجمعين (٢).
وقد دلت هذه الآثار على فائدة السقي بما هو حياة العالم ونظام الوجود ، ومن هنا كان الناس فيه شرع سواء كالكلاء والنار ، فلا يختص اللطف الالهي بطائفة دون طائفة.
وقد كشف الامام الصادق عليهالسلام السر في جواب من قال له ما طعم الماء؟
فقال عليهالسلام : طعم الحياة (٣).
ولما كانت السقاية أشرف شيء في الشريعة المطهرة ، وكانت لها تلك الأهمية والمكانة من النفوس كان أجداد الحسين عليهالسلام سادة السقاة ، وقد أذعنت قريش لقصي بسقاية الحاج فكان يطرح الزبيب في الماء ويسقيهم الماء المحلّى كما كان يسقيهم اللبن (٤).
وكان ينقل الماء إلى مكة من آبار خارجها ثم حفر بئراً إسمها «العجول» في
__________________
(١) دار السلام ٣ / ١٦٢.
(٢) مكارم الاخلاق : ٨٥ فصل ٧ الباب الاول.
(٣) تهذيب الكامل ١ / ٢٩٩.
(٤) السيرة الحلبية ١ / ١٥.