وحكي في «الكبريت الأحمر» عن السيد محمد الدين محمد المعروف بمجدي من معاصري الشيخ البهائي في كتابه «زينة المجالس» المؤلف سنة (١٠٠٤) :
أنّ الوزير السعيد ابن العلقمي لما بلغه خطاب الصادق عليهالسلام للنهر «إلى الآن تجري وقد حرم جدّي منك» أمر بسدّ النهر وتخريبه ، ومن أجله حصل خراب الكوفة ، لأنّ ضياعها كانت تسقى منه (١).
قال عبد الباقي العمري :
بعداً لشطك يا فرات فمر لا |
|
تحلو فانك لا هني ولا مري |
أيسوغ لي منك الورود وعنك قد |
|
صدر الامام سليل ساقي الكوثر |
وقال الشيخ محسن أبو الحب الحائري رحمهالله :
إذا كان ساقي الحوض في الحشر حيدر |
|
فساقي عطاشى كربلا أبو الفضل |
على أنّ ساقي الناس في الحشر قلبه |
|
مريع وهذا بالظمأ قلبه يغلي |
وقفت على ماء الفرات ولم أزل |
|
أقول له والقول يحسنه مثلي |
علامك تجري لا جريت لوارد |
|
وأدركت يوماً بعض عارك بالغسل |
أما نشفت أكباد آل محمد |
|
لهيباً ولا ابتلت بعل ولا نهل |
من الحق أن تذوي غصونك ذبلاً |
|
أسى وحياءً من شفاههم الذبل |
فقال استمع للقول إن كنت سامعاً |
|
وكن قابلاً عذري ولا تكثرن عذلي |
ألا أن ذا دمعي الذي أنت ناظر |
|
غداة جعلت النوح بعدهم شغلي |
برغمي أرى مائي يلذ سواهم |
|
به وهم صرعى على عطش حولي |
جزى الله عنهم في المواساة عمهم |
|
أبا الفضل خيراً لو شهدت أبا الفضل |
لقد كان سيفاً صاغه بيمينه |
|
علي فلم يحتج شباه إلى الصقل |
اذا عدّ أبناء النبي محمد صلىاللهعليهوآله |
|
رأه أخاهم من رأه بلا فضل |
__________________
(١) مقتل العباس (للمقرم) : ٣١٥ ، عن الكبريت الاحمر ٢ / ١١٢.