الرجال ، وقتل الأبطال ، وأروى الشجعان وأفناهم بالحسام والسنان ، ثم من بعده أقتل أخاه الحسين عليهالسلام ومن بقى من أصحابه معه.
فقال له الشمر : إذ قد ضمنت أنّك تكون كفو الناس أجمع ارجع معي إلى الأمير عمر بن سعدو أطلعه على أنك تأتيه بالقوم أجمعين إذا كان بك غنىً عنا.
فقال له المارد : يا شمر! أما والله ما فيكم خير لأنفسكم فكيف تعيرون غيركم؟!
فقال له شمر : ها نحن نرجع إلى رأيك وأمرك وننظر فعالك معه.
ثم قال الشمر للناس : اعتزلوا الحرب حتى ننظر ما يكون منهما.
فأقبل المارد بن صديف ، وأفرغ عليه درعين ضيقي الزرد ، وجعل على رأسه بيضة ، وركب فرساً أشقر أعلى ما يكون من الخيل ، وأخذ بيده رمحاً طويلاً ، فبرز إلى العباس بن علي عليهالسلام فالتفت العباس فرآه وهو طالب له يرعد ويبرق ، فعلم أنّه فارس القوم ، فثبت له حتى إذا قاربه صاح به المارد :
يا غلام!!! ارحم نفسك واغمد حسامك وأظهر للناس استسلامك ، فالسلامة أولى من الندامة ، فكم من طالب أمر حيل بينه وبين ما طلبه وغافصه أجله ، واعلم أنّه لم يحاربك في هذا اليوم رجل أشدّ قوة مني ، وقد نزع الله الرحمة عليك من قلبي ، وقد نصحت إن قبلت النصيحة ، ثم أنشأ يقول :
إني نصحت إن قبلت نصيحتي |
|
حذراً عليك من الحسام القاطع |
ولقد رحمتك إذ رأيتك يافعاً |
|
ولعل مثلي لا يقاس بيافع |
اعط القياد تعش بخير معيشة |
|
أولا فدونك من عذاب واقع |
قال : فلمّا سمع العباس كلامه وما أتى به من نظامه قال له : ما أراك أتيت إلّا بجميل ، ولا نطقت إلّا بتفضيل ، غير أني أرى حيلك في مناخ تذروه الرياح ، أو في الصخرة الأطمس لا بقتله الأنفس ، وكلامك كالسراب يلوح ، فاذا قصد صار أرضاً بوراً ، والذي أصلته أن استسلم اليك فذاك بعيد الوصول ، صعب الحصول ، وأنا