وكذلك ذكر المجلسي في البحار وملا عبد الله في مقتل العوالم والخوارزمي في مقتله وآخرون.
وجاء في الزيارة المروية عن الامام صاحب الزمان «عجل الله فرجه» التي رواها السيد ابن طاووس في كتاب «الاقبال» والمجلسي في «البحار» وفيها يقول عليهالسلام :
«السلام على عبد الله بن أمير المؤمنين مبلي البلاء ، والمنادي بالولاء في عرصة كربلاء ، والمضروب مقبلاً ومدبراً ، لعن الله قاتله هانىء بن ثبيت الحضرمي».
وفي هذه الفقرة شهادة من الامام صاحب الأمر «عجل الله فرجه» لعبد الله بثلاثة من الفضائل :
الأولى : أنّه أعلن بولاء الحسين عليهالسلام بين الصفوف ونادى بالولاية في عرصة كربلاء.
الثانية : أنّه كان له بلاء محمود أكثر من غيره في دفاعه ومحاماته عن أخيه الحسين عليهالسلام ، وقد أدى ما عليه دفاعاً عن دينه وإمامه ، وإلّا لما كان لذكر «مبلي البلاء» محل.
الثالثة : ثباته في ذلك الموقف الرهيب والمعترك الهائل العصيب حيث وقف هدفاً للسلاح في وسط الحومة حتى أصيب مقبلاً ومدبراً ، يريد أنّه أحيط به من كلّ جانب ، واكتنفه الأعداء من كلّ جهة ، وكان هو كاراً عليهم الكرة بعد الكرة ، فيقبل على جماعة فيهزمهم ويعود إلى أخرى فيطردهم ، ولم يقتل محاطاً به إلّا الحسين عليهالسلام والعباس وعلي بن الحسين الأكبر عليهالسلام ومسلم بن عقيل قتيل الكوفة وعبد الله بن علي شقيق العباس عليهالسلام.
وقد تضمنت هذه الفقرة أنّه ضرب مقبلاً ومدبراً ، ومن المعلوم أن العسكر لا يتكاتف ويحمي بعضه بعضاً على كثرته إلّا لشدة بأس البطل المهاجم له ، والشجاع المنازل له ، الذي تعجز عن مواجهته الأبطال ، وهذه غاية الشجاعة ونهاية البطولة.