فاطمة أم البنين ، وبقي مع أبيه نحو سنتين ، ومع أخيه الحسن نحو اثنتي عشرة سنة ، ومع أخيه الحسين عليهالسلام نحو إحدى وعشرين سنة ، وذلك مدة عمره (١).
وقال المظفر في «بطل العلقمي» : وما أعرف عمن أخذ السماوي تقدير عمره بـ (٢١) سنة وتقسيمه على إمامة أبيه وأخويه (٢).
وذكر صاحب «الدر النظيم» : إنّ أمير المؤمنين عليهالسلام سماه باسم أخيه جعفر الطيار لأن أمير المؤمنين عليهالسلام كان شديد المحبة له.
قال أهل السير : لما قتل أخو العباس لأبيه وأمه وعبد الله وعثمان دعا جعفراً فقال له : تقدم إلى الحرب حتى أراك قتيلاً كأخويك فاحتسبك كما احتسبتهما فانه لا ولد لكم ، فتقدم وشدّ على الأعداء يضرب فيهم بسيفه وهو يقول :
إني أنا جعفر ذو المعالي |
|
ابن علي الخير ذي النوال |
ذاك الوصي ذو الندى والوالي |
|
حسبي بعمى شرفاً وخالي |
فشدّ عليه خولي بن يزيد الأصبحي فأصاب شقيقته أو عينيه فقتله.
وقال أبو مخنف : بل شدّ عليه هانيء بن ثبيت الحضرمي الذي قتل أخاه فقتله.
قال الامام المنتظر «عجل الله فرجه» في زيارة الناحية :
السلام على جعفر بن أمير المؤمنين ، الصابر بنفسه محتسباً ، والنائي عن الأوطان مغترباً ، المستسلم للقتال ، المستقدم للنزال ، المكثور بالرجال ، لعن الله قاتله هانىء بن ثبيت الحضرمي.
ويظهر من عبارات الامام ـ أرواحنا فداه ـ من الفضائل لجعفر بن أمير المؤمنين ما يميزه عمن سواه من الشهداء ، فقوله عليهالسلام ، وبأي معنى أخذ الصبر سواء كان الصبر على مكابدة الأهوال ومكافحة الأبطال ، ففي ذلك غاية المدح بالفروسية.
__________________
(١) إبصار العين : ٣٥.
(٢) أنظر : بطل العلقمي ٣ / ٥١١.