وثانياً : إنّهم لن يسمحوا لنا بلقاء القنصل بأي حال.
وثالثاً : هب أننا عرفنا الشخص ووصلنا إلى القنصل ، ولكن من قال أنّ هذه الرسالة ستؤثر لأننا لسنا من العاملين في السفارة الپاكستانية وإنما نحن أفراد عاديين.
وحينئذ توجهت لسيدتي أُم البنين عليهاالسلام وخاطبتها قائلاً : يا سيدتي يا أُم البنين عليهاالسلام إنّي أريد تأشيرة إلى كربلاء وأريدها اليوم بالذات وليس غداً ؛ وذلك لأني لو حصلت عليها في الغد فهو أمر عادي ، وأنا أريد أن أحصل عليها بشكل خارق للعادة ؛ لأنني أعلم أنّ الحصول على التأشيرة اليوم وفي هذا الوقت الضيق والحرج قضية مستحيلة فإذا حصلت على التأشيرة اليوم فاني سأتيقن بما لا يعتريه الشك أن ذلك من ألطافكم.
وأخيراً توقفت السيارة أمام مبنى السفارة العراقية ، وما أن وصلنا إلى الباب حتى رأينا باب السفارة تفتح وخرج منها رجل انجليزي ، فدخلنا أنا وصاحبي فوراً فسألنا البواب : لماذا دخلتم؟ فلم نجبه وإنّما قدمنا له الرسالة المذكورة فأخذها البواب وأغلق الباب وقال : قفا مكانكما حتى أعود ، قال ذلك وذهب مسرعاً إلى الداخل. فقمنا هناك وقوفاً على أقدامنا والهواجس تعصف في قلوبنا ، فحدثت نفسي : إنّ هذا البواب سيعود ويجيبنا بالرد ، وعلى فرض أنّه لم يردنا فانه سوف يؤجلنا إلى غد أو بعد غد ؛ لأنّ هذا هو الاحتمال الوحيد الذي يمكن تصوره فيما لو لم يردنا إلّا أن تحدث معجزة ، وفي هذه الاثناء جاء البواب يحمل معه إستمارتين وسألنا : هل معكما صور فتوغرافية قلنا : نعم. قال : إذن املأوا هذه الاستمارات.
فكّرنا أنّ علينا أن نملأ الاستمارات بدقة لئلا نخطأ في الجواب على الأسئلة الكثيرة والمعقدة التي فيها ، فمن المحتمل أن يرد طلبنا إذا كانت ثمة إشباهات أو إرتباكات في الأجوبة ، ولهذا كنا نحتاج إلى وقت أكثر لملأ الاستمارات ، بيد أنّ