البواب استعجلنا ولم يمهلنا وقال : تعجلوا ولا تتأخروا فانّ القنصل على وشك الخروج من السفارة. فاضطربنا وملأنا الاستمارات كيف ما اتفق وبحط ردئ لا يكاد يسلم منه حرف ، فكتبنا مكان اسم الأب اسم الأُم ، ومكان اسم الأُم اسم الأب ، وهكذا قدمنا الاستمارات والصور والجوازات ، فأخذها البواب وقال : اذهبوا الآن وانتظروا في الخارج إلى الساعة الواحدة وستسمعون الجواب من البوابة الصغيرة التي نسلّم منها الوثائق.
خرجنا إلى الشارع فنظرت إلى ساعتي فوجدت أنّ علينا أن ننتظر عشرين دقيقة أُخرى حتى تكون الساعة الواحدة ، فتوجهنا إلى البوابة الصغيرة (النافذة) وقلوبنا تخفق ولها وجيب ؛ لأننا لا ندري ماذا ستكون النتيجة؟
وفي تمام الساعة الواحدة انفتحت النافذة وأخذوا ينادون بالأسماء الواحد تلو الآخر ، وكان الاسم الأول هو اسمي ومن بعده اسم صاحبي ، فدفعوا إلينا الجوازات فأخذتها وقلبي يخفق لأني لم أكن بعد مصدّقاً ، ففتحت الجواز متوجساً مترقباً قلقاً مضطرباً ، فوجدت فيه تأشيرة لثلاثة أشهر ، فغمرتني الفرحة وامتلكني البكاء ، فتحادرت دموع الفرح من عيني.
أخذنا الجوازات وتوجهنا من هناك فوراً إلى حرم السيد عبد العظيم الحسني عليهالسلام في ري وبعد الزيارة والصلاة أدى كل واحد منا ألفي صلوات بدل الألف التي نذرها ، وأهديناها لأُم البنين عليهاالسلام.
نرجو من الله أن يقضي حوائج جميع المؤمنين ببركة أُم باب الحوائج قمر بني هاشم أبي الفضل العباس عليهالسلام. آمين.