أنا أبو الفضل اصعدي من هذا الدرج ، وادخلي في الغرفة الأولى من جهة اليمين ستجدين امرأة هناك ، اجلسي بين يديها حتى آتييك وأطلب شفاءك من الله.
فصعدت إلى الطابق العلوي ، ودخلت الغرفة التي أمرني بها ، فرأيت فيها إمرأة جالسة يسربلها الوقار ، ويشع منها النور ، فبادرتني قائلة : ادخلي واجلسي في الغرفة ، فسلّمت عليها ، وجلست حيث أمرتني ، وقلت لها : سيدتي من تكونين؟
فقالت : أنا أم البنين ، أم أبي الفضل العباس ، منذ أيام وأنا لم أر ولدي ؛ لكثر ما راجعه من المرضى وذوي الحاجات ، وأنت لا تغتمي فالآن يأتي ولدي ويشفيك باذن الله.
لم يمض شيء من الوقت حتى دخل علينا ذلك السيد العظيم ـ أعني أبا الفضل العباس عليهالسلام ـ فسلّم على أمه ، وأخذ يعتذر اليها ويقول : أماه منذ أيام وأنا لا أأتي عندك ؛ لكثرة المراجعين عندي من شيعتنا ، وأنا بدوري أدعو جدّي رسول الله ، وأبي أمير المؤمنين ، وأمي فاطمة الزهراء ، وأخي الحسن ، وأخي الحسين عليهمالسلام ، فنجلس وندعو لشيعتنا ، فيفرج الله عنهم ، ويكشف كربهم ، ويشفي مرضاهم ، ويقضي حوائجهم.
ثم التفت إليّ وقال : وأنت أيتها السيدة ، فقد دعي لك في اجتماع اليوم ، وقد منحك الله السلامة وشافاك ، فلا تقلقي.
فرأيت تلك المرأة الوقور ـ أم البنين ـ تدور حول ولدها كالفراشة ، وتبدي الفرح والسرور والابتهاج بلقاء ولدها ، وتقول : أجل ؛ إنّ الله يشفي كلّ مريض يتوسل إلى ولدي بنية خالصة.
وفي هذه اللحظة غاب عن نظري كلّ شيء ، واستيقظت من نومتي ، فوجدت نفسي سالمة مشافاة معافاة ببركة أبي الفضل العباس عليهالسلام (١).
__________________
(١) عن كتاب چهره درخشان قمر بني هاشم أبو الفضل العباس ١ / ٣٧٢.