واستمر في سؤال آخر قبل أن يسمع الجواب : هل كانت ليلى حاضرة في الطف أو لا؟
فأجابه السيد جواباً كافياً شافياً.
إلّا أنّ الشاب أخذ يسأل وكأنه لا يهمه الجواب : هل كانت أم البنين حاضرة في الطف أو لا؟!
هل كانت أم البنين عليهاالسلام على قيد الحياة حينما عاد ركب السبايا إلى المدينة أو لا؟
وهنا ـ يقول السيد أحمد الحكيم ـ : فلت مني زمام أعصابي وقلت له مغضباً : هل أنّك محامي عن أعداء أهل البيت؟ أو أنك الناطق الرسمي باسم المشككين؟
فسكت وانفض المجلس ، والكلّ يأكله الغضب.
قال السيد أحمد الحكيم : وكان من بين الحاضرين شاب من خدام أهل البيت ، والمتربين في مجالسهم ، وتحت منابرهم ، وكان يحبني ويحضر مجالسي ، فجاءني وقال لي : لماذا ينثر هؤلاء بذرور الشكّ في قلوب الناس؟!
المهم ؛ ذهبنا كلّ إلى بيته ، وفي يوم غد جاءني هذا الشاب ـ الآنف الذكر ـ المحبّ لأهل البيت عليهمالسلام وقال :
إني ذهبت البارحة إلى البيت ، وبعد أن أديت وردي ، وتنفلت بنافلتي ، وقضيت ما اعتدت عليه من أذكاري ، استسلمت لسلطان النوم ، فرأيت فيما يرى النائم :
كأنّ أهل قم خرجوا من بيوتهم إلى الشارع ، ولم يبق منهم أحد إلّا وقد انثال لا يدري إلى أين يأوي ، وكنت أنا بينهم ، ولا أدري لماذا انقلب وضع المدينة إلى هذه الحالة ، وكأنّ الناس كلّهم إلى عرصات القيامة يحشرون.
فسألت واحداً كان إلى جانبي يمشي : ماذا حدث لهذه المدينة وأهلها؟
فقال : لقد شرّف الامام الصادق هذا البلد ، وجاء إلى مدينة قم ليتفقد الحوزات.
فسألته : وأين يمكنني زيارة سيدي الصادق؟