آثار أهل البيت عليهمالسلام والصحابة ، فلجأوا إلى الاستفتاء من علماء المدينة المنورة حول حرمة البناء على القبور محاولة منهم لتبرير موقفهم أمام الرأي العام الاسلامي وخاصة في الحجاز ؛ لأنهم كانو يدركون جيداً أنّ المسلمين في الحجاز هم كالمسلمين في كلّ مكان ، يعتقدون بكرامة أولياء الله وقدسيتهم وجواز البناء على قبورهم ، فحاول الوهابيون أن يلبسوا جريمتهم هذه بلباس الاسلام دفعاً لنقمة المسلمين!! سبحان الله.
أرسلت السلطة السعودية قاضي القضاة في نجد واسمه : «سليمان بن بلهيد» إلى المدينة المنورة للاستفتاء من علمائها حول بناء مراقد أولياء الله ، ولكن الجدير بالذكر هو أنّ الأسئلة التي طرحها «ابن بلهيد» كانت تحمل في طواياها الأجوبة المطابقة لآراء الوهابيين أنفسهم ، وما كان من العلماء إلّا الاجابة بمثل ما هو مذكور في الاستفتاء نفسه ، ولم يكن علماؤهم يملكون الشجاعة والبطولة في التجاهر بالحق والافتاء بالصواب ، بل كانوا ـ وهم كذلك طوال التاريخ ـ يرتزقون على أبواب السلطان ، وكانوا يعرفون ـ مسبقاً ـ أنّ الافتاء على خلاف آرائهم يعرّضهم للتهمة بالكفر والشرك ، ومن ثم يحكمون عليهم بالقتل إن رفضوا التوبة.
وقد نشرت جريدة «أم القرى» الصادرة في مكة في شوال (١٣٤٤ هـ) تلك الأسئلة والأجوبة ، وقد أثارت ضجة كبرى بين المسلمين ـ السنة والشيعة ـ لأنهم كانوا يعلمون أنّ وراء هذا الاستفتاء الذي قد صدر تحت وطأة التهديد والترهيب إنّما هو الشروع بهدم القباب والبناء المشيّد على قبور قادة الاسلام وعظماء المسلمين.
وهذا ما حصل بالفعل ، فبعد ما صدرت تلك الفتوى من خمسة عشر عالماً من علماء المدينة وانتشر في الحجاز. بدأت السلطة الوهابية بهدم قبور آل الرسول صلىاللهعليهوآله في الثامن من شوال من نفس العام ، وقضت على آثار أهل البيت عليهمالسلام والصحابة ،