ونهبت كلّ ما كان في ذلك الحرم المقدس من فرش غالية وهدايا ثمينة وغيرها ، وحوّلت تلك الزمرة الوحشية البقيع المقدس إلى أرض قفراء موحشة (١).
كما هجموا بمساحيهم ومعاولهم ووحشيتهم على قبة عبد الله بن عباس في الطائف ، ثم استولوا على مكة ، فبادروا إلى هدم ما في «المعلى» مقابر قريش من القباب ، وهي كثيرة ، منها قبة سيدنا عبد المطلب جدّ النبي صلىاللهعليهوآله ، وقبة سيدنا أبي طالب عليهالسلام ، وقبة السيدة خديجة عليهاالسلام ، كما هدموا قبة مولد النبي صلىاللهعليهوآله ، ومولد الامام علي عليهالسلام ، وهدموا قبة زمزم ، والقباب التي حول الكعبة ، وتتبعوا جميع المواضع فيها آثار الصالحين فهدموها ، وكانوا عند الهدم يرتجزون ويضربون بالطبول ويغنون ويبالغون في شتم القبور (٢).
قال العلامة السيد صدر الدين الصدر :
لعمري إنّ فاجعة البقيع |
|
يشيب لهولها فؤود الرضيع |
وسوف تكون فاتحة الرزايا |
|
إذا لم يصح من هذا الهجوع |
أما من مسلم لله يرعى |
|
حقوق بنية الهادي الشفيع |
وقال آخر :
تب لأحفاد اليهود بما جنوا |
|
لم يكسبوا من ذاك إلّا العارا |
هتكوا حريم محمد في آله |
|
يا ويلهم قد خالفوا الجبارا |
هدموا قبور الصالحين بحقدهم |
|
بعداً لهم قد أغضبوا المختارا |
* * *
__________________
(١) أنظر : كشف الارتياب : ٢٨٧ الفصل التاسع.
(٢) أنظر المصدر السابق.