كان جالساً ذات يوم إذ جاءه رجلان ، فقالا : يا أبا جعفر! ألست القائل أنّ أمير المؤمنين عليهالسلام لم يرض بإمامة من تقدّمه؟
فقال : بلى.
فقالا له : هذه خولة الحنفيّة نكحها من سبيهم ولم يخالفهم على أمرهم مذ حياتهم؟!
فقال الباقر عليهالسلام : من فيكم يأتيني بجابر بن عبد الله؟ ـ وكان محجوباً قد كفّ بصره ـ.
فحضر وسلّم على الباقر عليهالسلام فردّ عليه وأجلسه إلى جانبه.
فقال له : يا جابر! عندي رجلان ذكرا أنّ أمير المؤمنين رضي بإمامة من تقدّم عليه ، فاسألهما ما الحجّة في ذلك؟
فسألهما فذكرا له حديث خولة ، فبكى جابر حتى اخضلّت لحيته بالدموع.
ثم قال : والله ـ يا مولاي ـ لقد خشيت أن أخرج من الدنيا وأن أُسأل عن هذه المسألة ، والله إنّي كنت جالساً إلى جنب أبي بكر ـ وقد سبى بني حنيفة مع مالك بن نويرة من قبل خالد بن الوليد ـ وبينهم جارية مراهقة ـ.
فلمّا دخلت المسجد قالت : أيّها الناس! ما فعل محمّد صلىاللهعليهوآله؟
قالوا : قُبض.
قالت : هل له بنية تقصد؟
قالوا : نعم هذه تربته وبنيته.
فنادت وقالت : السلام عليك يا رسول الله صلىاللهعليهوآله أشهد أنّك تسمع صوتي وتقدر على ردّ جوابي ، وإنّنا سبينا من بعدك ، ونحن نشهد أن لا إله إلّا الله وأنّك محمّداً رسول الله ...