ثم جلست فوثب إليها رجلان من المهاجرين أحدهما طلحة والآخر الزبير وطرحا عليها ثوبيهما.
فقالت : ما بالكم ـ يا معاشر الأعراب ـ تغيبون حلائلكم وتهتكون حلائل غيركم؟
فقيل لها : لأنّكم قلتم لا نصلّي ولا نصوم ولا نزكّي؟
فقال لها الرجلان اللذان طرحاً ثوبيهما : إنّا لغالون في ثمنك.
فقالت : أقسمت بالله وبمحمّد رسول الله صلىاللهعليهوآله إنّه لا يملكني ويأخذ رقبتي إلّا من يخبرني بما رأت أُمّي وهي حاملة بي؟ وأيّ شيء قالت لي عند ولادتي؟ وما العلّامة التي بيني وبينها؟ وإلّا بقرت بطني بيدي فيذهب ثمني ويطالب بدمي.
فقالوا لها : اذكري رؤياك حتى نعبرها لك.
فقالت : الذي يملكني هو أعلم بالرؤيا منّي؟
فأخذ طلحة والزبير ثوبيهما وجلسوا ، فدخل أمير المؤمنين عليهالسلام وقال : ما هذا الرجف في مسجد رسول الله صلىاللهعليهوآله؟!
فقالوا : يا أمير المؤمنين امرأة حنفيّة حرّمت ثمنها على المسلمين وقالت : من أخبرني بالرؤيا التي رأت أُمّي وهي حاملة بي يملكني.
فقال أمير المؤمنين عليهالسلام : ما ادّعت باطلاً ، أخبروها تملكوها.
فقالوا : يا أبا الحسن! ما منّا من يعلم ، أما علمت أنّ ابن عمّك رسول الله صلىاللهعليهوآله قد قبض وأخبار السماء قد انقطعت من بعده.
فقال أمير المؤمنين عليهالسلام : أخبرها بغير اعتراض منكم؟
قالوا : نعم.
فقال عليهالسلام : يا حنفيّة! أخبرك وأملكك؟
فقالت : لعلّك الرجل الذي نصبه لنا رسول الله صلىاللهعليهوآله في صبيحة يوم الجمعة بغدير خم علماً للناس؟