فقال : أنا ذلك الرجل.
قالت : من أجلك نهبنا ، ومن نحوك أتينا ، لأنّ رجالنا قالوا : لا نسلّم صدقات أموالنا ولا طاعة نفوسنا إلّا لمن نصبه محمّد صلىاللهعليهوآله فينا وفيكم علماً.
قال أمير المؤمنين عليهالسلام : إنّ أجركم غير ضائع ، وإن الله يوفي كلّ نفس ما عملت من خير.
ثم قال : يا حنفيّة! ألم تحمل بك اُمّك في زمان قحط قد منعت السماء قطرها ، والأرضون نباتها ، وغارت العيون والأنهار حتى أنّ البهائم كانت ترد المرعى فلا تجد شيئاً ، وكانت اُمّك تقول لك : انّك حمل مشوم في زمان غير مبارك ، فلمّا كان بعد تسعة أشهر رأت في منامها كأن قد وضعت بك ، وأنّها تقول : إنّك حمل مشوم في زمان غير مبارك ، وكأنّك تقولين : يا اُمّي لا تتطيّرن بي فإنّي حمل مبارك أنشأ منشأ مباركاً صالحاً ، ويملكني سيّد ، واُرزق منه ولداً يكون للحنفيّة عزّاً؟
فقالت : صدقت.
فقال عليهالسلام : إنّه كذلك وبه أخبرني ابن عمّي رسول الله صلىاللهعليهوآله.
فقالت : ما العلامة التي بيني وبين اُمّي؟
فقال لها : لمّا وضعتك كتبت كلامك والرؤيا في لوح من نحاس وأودعته عتبة الباب ، فلمّا كان بعد حولين عرضته عليك فأقررت به ، فلمّا كان بعد ستّ سنين عرضته عليك فأقررت به ، ثم جمعت بينك وبين اللوح وقالت لك : يا بنيّة إذا نزل بساحتكم سافكٌ لدمائكم ، وناهب لأموالكم ، وسابٍ لذراريكم ، وسبيت فيمن سبي ، فخذي اللوح معك واجتهدي أن لا يملكك من الجماعة إلّا من خبرك بالرؤيا وبما في هذا اللوح.
فقالت : صدقت ... يا أمير المؤمنين عليهالسلام.
ثم قالت : فأين هذا اللوح؟