وقال تعالى : (قَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ) (١) قيل : المراد بالتقديم طلب الولد الصالح والسعي في حصوله (٢). أي اطلبوا المرأة التقية الصالحة لتلد لكم أولاداً صالحين.
فقد روي : وانظر في أي نصاب تضع ولدك فان العرق دساس (٣).
والمرأة وعاء ينبغي أن يتلطف الرجل ويدقق في اختياره ؛ لئلا تضيع أتعابه وتذهب ذريته أدراج الرياح.
قال الله تعالى : (نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ) (٤) ...
وقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إياكم وخضراء الدمن (٥).
إنطلاقاً من هذه الحكم دعا أمير المؤمنين عليهالسلام أخاه عقيلاً ليختار له امرأة ولدتها الفحولة ، من ذوات البيوت المعروفة بالشجاعة والخلق السامي ، فكانت النتيجة اختيار زبدة المخدرات ، والدرة المصفاة «أمّ البنين» عليها أفضل الصلوات ، التي انجبت له قمر بني هاشم واخوته النجباء ، الذين طبقت شهرتهم الآفاق ، وصاروا قبلة للمجاهدين والأحرار ، وبزوا رجال العلم والعرفان ، وسبقوا في طريق الخير والحق واليقين (٦).
أجل ؛ لقد صار زواج أمير المؤمنين عليهالسلام بهذه الخصوصيات مثلاً يحتذي به المسلمون ، ودرساً يلقنهم مستوى التدقيق في أمر الزواج ، والالتزام بآداب الشريعة
__________________
(١) البقرة : ٢٢٣.
(٢) بحار الأنوار ٧٨ / ٧٤ باب ٤.
(٣) شرح نهج البلاغة ١٢ / ١١٦.
(٤) البقرة : ٢٢٣.
(٥) وسائل الشيعة ٢٠ / ٤٨ ح ٢٥٠٠١ باب ١٤.
(٦) انظر الخصائص العباسية (للكلباسي الاصفهاني) : ٨٢.