الغراء ؛ لينالوا سعادة الدارين وخير الدنيا والدين ، ويستفيدوا أولاداً صالحين باعتبارهم ثمار عمر الزوجين ، والسرّ في خلودهما وبقاء نسلهما ، وامتدادها الطبيعي في النشأتين.
بيد أنّ الناس لربما أعرضو عن تعاليم أئمة المؤمنين ، وأقدموا على ما يريدون من منطلق الجهل لا الدين ، فيتسامحون في أمر الزواج ويتساهلون ، فينطلقون ـ في قضايا الزواج ـ بدوافع الشهوة ، وينظرون إلى الجمال والمال ، ويغفلون عن بقاء النسل ، وامتداد الآباء في الأبناء ، وتقديم الأولاد الصالحين للمجتمع البشري ليكونوا لهم ذخراً في العالمين.
فلو أنّ فلاحاً أراد أن يزرع الشعير لبذل جهده ، وأنفذ ما في وسعه في تطهير الأرض وإعدادها ، واختيار البذرة وطريقة بذرها وسقيها ورعايتها ؛ كي تعطيه النتيجة المطلوبة ، وتحقق له الغاية المرغوبة ، ولكن ـ وللاسف الشديد ـ قد يغفل الانسان بالكامل عن الظروف التي يريد أن ينثر فيها بذور الانسان الذي جعله الله العلة الغائية للموجودات ، وخلق من أجله الكون والمخلوقات ، والمرأة حرث كما سماها القرآن حيث قال تعالى :
(نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُم مُّلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) (١).
فالمرأة حرث الرجل ومزرعته ، ينثر فيها بذر الانسانية ، فلا ينبغي له التهاون في أمرها : غير أنّ من المؤسف أن تجد من لا يهتم بطهارة المحل ، وقد يقيض الله له امرأة عفيفة طاهرة فينصرف عنها الرجل ـ والعياذ بالله ـ ويتورط بالارجاس والخبائث وتسريح النظر في غير ما أحل الله.
__________________
(١) البقرة : ٢٢٣.