بل إنّ السبب الأقوى وراء هذه القصة هو موقفهم من الولاية والسعي لطمس آثارها وإطفاء نور الله بأفواههم ويأبى الله إلّا أن يتم نوره.
فقد ورد عن ابن أبي عمير أنّه سأل أبا الحسن عليهالسلام عن «حي على خير العمل» لم تركت من الأذان؟
فقال : تريد العلة الظاهرة أو الباطنة؟
قلت : أريدهما جميعاً.
فقال : أما العلة الظاهرة فلئلا يدع الناس الجهاد اتكالاً على الصلاة ، وأما الباطنة فان «خير العمل» الولاية ، فأراد من أمر بترك «حي على خير العمل» عن الأذان أن لا يقع حثّ عليها ودعاء اليها (١).
هذا ؛ مع اتفاق الجميع أنها كانت على عهد رسول الله صلىاللهعليهوآله (٢) وأنّ بلالاً نادى بها (٣).
قال السيد المرتضى : وقد روت العامة أنّ ذلك مما كان يقال في أيام النبي صلىاللهعليهوآله ، وإنّما أدعي أن ذلك نسخ ورفع ، وعلى من ادعى النسخ الدلالة له ، وما يجدها (٤).
وبالرغم من محاولات عمر واتباعه فقد بقي جماعة من الصحابة والتابعين على النداء بها في الأذان والاقامة كعبد الله بن عمر ، وقد رواه عنه مالك بن أنس وليث بن سعد ومحمد بن سيرين وعبد الرزاق وابن أبي شيبة بأسانيدهم عن ابن عمر (٥).
وروى الطبري وغيره بأسانيدهم ذلك عن «سهل بن حنيف» أيضاً.
__________________
(١) البحار ٨١ / ١٤٠ باب ٣٥ ح ٣٤ ، عن علل الشرائع ٢ / ٥٦ ، والأحاديث في تفسير «خير العمل» بالولاية وبـ «فاطمة عليهاالسلام» وذريتها وولايتها كثيرة.
(٢) أنظر : سعد السعود : ١٠٠ ، البحار ٨١ / ١٠٧ ح ٥.
(٣) أنظر : سنن البيهقي ٢ / ١٩٨.
(٤) الانتصار : ٣٩.
(٥) أنظر : السنن الكبرى (للبيهقي) ٢ / ١٩٧ ، شرح التجريد (للقوشجي) : ٤٨٤.