وغيرها غير مشروع ، وهو قول «الصلاة خير من النوم» ، ذهب اليه أكثر علمائنا وهو قول الشافعي .. (١).
ومن العجب أنّ الخليفة نفسه سماه بدعة.
فقد روى صاحب كنز العمال عن ابن جريج قال : أخبرني عمر بن حفص أنّ سعداً [القرظ] أول من قال : «الصلاة خير من النوم» في خلافة عمر فقال عمر : بدعة (٢).
وكان ابنه لا يصلي في مسجد يثوّب فيه.
فقد روى عن مجاهد أنّه قال : دخلت مع عبد الله بن عمر مسجداً ، وقد أذّن فيه ، ونحن نريد أن نصلي فيه ، فثوّب المؤذن ، فخرج عبد الله بن عمر من المسجد وقال : اخرج بنا من عند هذا المبتدع ، ولم يصل فيه (٣).
ولو لاحظنا عشرات الأخبار الواردة في تشريع الأذان نجدها خالية من التثويب من ما رواه سعد القرظ عن أذان بلال (٤).
وروى مالك بن أنس ـ إمام الملكية ـ في الموطأ خبراً في بدو ظهور هذه البدعة فقال : إنّه بلغه أنّ المؤذن جاء إلى عمر بن الخطاب يؤذنه لصلاة الصبح فوجده نائماً فقال : الصلاة خير النوم ، فأمره عمر أن يجعلها في نداء الصبح (٥).
وقد حاول بعض المرتمزقة أن يبرروا بدعة عمر ، فوضعوا حديثاً عن بلال أنّه كان ينادي بالصبح فيقول «حي على خير العمل» ، فأمره النبي صلىاللهعليهوآله أن يجعل مكانها
__________________
(١) الحدائق الناضرة ٧ / ٤١٨.
(٢) كنز العمال ٨ / ٣٥٧ ح ٢٣٢٥٢.
(٣) سنن الترمذي ١ / ١٢٨ باب ١٤٥.
(٤) أنظر : سنن الدار قطني ١ / ٢٣٦ باب ذكر سعد القرظ.
(٥) الموطأ (لمالك) : ٦٩ ح ٨.