من قصب لا لغوب فيه ولا نصب ، يدخل عليها رسول الله صلىاللهعليهوآله ويقول لها : بلغي شريكتك مريم ابنة عمران عني السلام : فتتبسم في وجه النبي صلىاللهعليهوآله وتقول : بالرفاء يا رسول الله صلىاللهعليهوآله.
وكذلك أُم البنين عليهاالسلام حيث كانت تقدّم أبناء الصديقة فاطمة الزهراء عليهاالسلام على أبنائها وهي التي علمتهم أن لا سواء بينكم وبين الحسن والحسين وزينب ، فموتوا دونهم ، ولا تقولوا أن أبانا أمير المؤمنين عليهالسلام ... وقدمتهم بكلّ سخاء لتنال بذلك رضا الله ورضا نبيه ، وتكون مبيضة الوجه غداً يوم القيامة بين يدي فاطمة الزهراء عليهاالسلام ....
فليس للغيرة موضع في حياة هؤلاء النسوة ؛ لأنهن يقطعن رحلة العمر في ظلال الشريعة التي أرادها لهن الله ـ جلّ وعلا ـ وقد حرم عليهن الغيرة وقال على لسان نبيه والأئمة الطاهرين أنّ «غيرة الرجل إيمان» و «غيرة المرأة كفر» وأنّ الغيرة في المرأة من الحسد ... الحسد .. الذي أخرجها من الجنة من قبل وهبط بها وبزوجها إلى دار الابتلاء والامتحان والسعي والكد والكدح في سبيل تأمين العيش في الدنيا وفي الآخرة أمان.
بخلاف الانموذج الآخر حيث عاشت تقول في كلّ مرة : «ما غرت من امرأة كما غرت من خديجة» ولطالما كانت تصايح «فاطمة عليهاالسلام» لإنها كانت ابنة من يحبها زوجها ؛ أو لأن فيها شبهاً من أُمها ، وكان النبي الكريم صلىاللهعليهوآله يتذكر بها أيام أُمها ، ولطالما تنقّصت من «خديجة» أمام النبي صلىاللهعليهوآله ووصفتها بأنها عجوز ، وحاولت أن تلصق بها ما لربما تحسبه يهوّن من شأنها ، والنبي صلىاللهعليهوآله يدافع عنها ويقابلها بما لا ترتاح له ، فيقول لها : «صدقتني حيث كذبني الناس ، وآوتني حيث طردني الناس ، وأعطتني حيث منعني الناس ، ورزقني الله منها الولد وجعلكن عقيماً».
وحاربت أبناء رسول الله صلىاللهعليهوآله ونصبت لهم العداء وقالت : «لا تدخلوا بيتي من لا أحب» تقصد بذلك ريحانة النبي صلىاللهعليهوآله ومن قال في حقه رسول الله صلىاللهعليهوآله :