فعيل بمعنى مفعول على فعلى ، بل إنما يجمع عليه من ذلك ما كان متضمنا للآفات والمكاره التى يصاب بها الحى ، كالقتل وغيره ، حتى صار هذا الجمع يأتى أيضا لغير فعيل المذكور إذا شاركه فى المعنى المذكور كما يتبين ، فان أتى شىء منه بغير هذا المعنى لم يجمع هذا الجمع ، نحو رجل حميد ؛ ومنه سعيد فى لغة من قال سعد ـ بضم السين على بناء ما لم يسم فاعله (١) ـ فلا يقال : حمدى ولا سعدى ، وكذلك لا يقال فعلى فى جمع ما انتقل إلى الاسمية من هذا الباب وهو ما دخله التاء ، كالذّبيحة والأكيلة والضّحية والنّطيحة ، وإنما قلنا انتقلت إلى الاسمية لأن الذبيحة ليست بمعنى المذبوح فقط حتى يقع على كل مذبوح كالمضروب الذى
__________________
هذه قتيلة فلان وجريحته ، ولشبهه لفظا بفعيل بمعنى فاعل قد يحمل عليه فيلحقه التاء مع ذكر الموصوف أيضا نحو امرأة قتيلة ، كما يحمل فعيل بمعني فاعل عليه فيحذف منه التاء نحو ملحفة جديد ، من جد يجد جدة عند البصرية ، وقال الكوفية : هو بمعنى مجدود من جده : أى قطعه ، وقيل : إن قوله تعالى (إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ) منه ، وبناء فعيل بمعنى مفعول مع كثرته غير مقيس ، وقد تجيء بمعنى مفعل قليلا كالذكر الحكيم أى المحكم على تأويل ، وبمعنى مفاعل كثيرا كالجليس والجليف» اه
(١) قال فى اللسان : «سعد يسعد سعادة فهو سعيد : نقيض شقى ، مثل سلم فهو سليم ، وسعد ـ بالضم ـ فهو مسعود ، والجمع سعداء ، والأنثى بالهاء. قال الأزهرى : وجائز أن يكون سعيد بمعنى مسعود من سعده الله (بفتح العين) ، ويجوز أن يكون من سعد يسعد (كفرح يفرح) فهو سعيد» اه والحاصل أن سعيدا يجوز أن يكون فعيلا بمعنى فاعل فيكون مأخوذا من الفعل اللازم الذى من باب فرح ويجوز أن يكون فعيلا بمعنى مفعول فيكون مأخوذا من الفعل المتعدى الذى من باب فتح ، فقول المؤلف. «فى لغة من قال سعد بضم السين» لا يريد أنه مأخوذ من المبنى للمجهول لأن المبني للمجهول ليس هو أصل المشتقات إجماعا ، ولأن من بنى الفعل للمجهول جاء باسم المفعول على مفعول فقال : مسعود ، وإنما يريد بهذه العبارة الاشارة إلى الفعل المتعدى ، لأن المبنى المجهول لا يكون إلا من متعد