قلت : لا دليل فى جميع ما ذكروا ؛ إذ يجوز أن يكون الهوالك جمع هالكة : أى طائفة هالكة ، وكذا غيره كقولهم «الخوارج» أى الفرق الخوارج ، كقوله تعالى : (وَالصَّافَّاتِ صَفًّا) أى : طوائف الملائكة
وإذا سمى بفاعل الوصف كضارب فقياسه فواعل كالاسم الصريح ؛ إذ لا مؤنث له يشتبه جمعاهما ، وقد كسر فاعل الاسم على أفعلة كواد وأودية ، كأنهم استثقلوا الواوين فى أول الكلمة أو جمعوه على فواعل ، وانضمام الواو وانكسارها لو جمع على فعلان
قوله «والمؤنث نحو كائبة على كواثب (١)» لم يخافوا فى الاسم التباس جمع المذكر بجمع المؤنث مع كون كل منهما على فواعل ، كما خافوا فى الصفة ذلك ؛ فلم يجمعوهما معا على فواعل ؛ لأن لفظ المذكر والمؤنث في الصفة لا فرق بينهما إلا التاء ، فاذا حذفتها وجمعت حصل الالتباس ، وأما الاسم فلا يتلاقى مذكره ومؤنثه ، ألا ترى أنك لا تقول [للمذكر] كاثب وللمؤنث كاثبة ، حتى يلتبسا فى كواثب
__________________
بضمتين ، وهو جمع خضوع صيغة مبالغة لخاضع نحو غفور وغفر ، والنواكس : جمع ناكس ، وهو المطأطيء رأسه ، ويروى : نواكسى الأبصار : على أنه جمع مذكر سالم لجمع التكسير ، والاستشهاد بالبيت هنا فى قوله : نواكس ، حيث جمع ناكسا وهو وصف لمذكر عاقل على فواعل وذلك شاذ لم يرد إلا فى حروف قليلة منها : حارس وحوارس ، وحاجب ـ من الحجابة ـ وحواجب ، وحواج بيت الله ودواجه ، جمع حاج وداج ، وهو المكارى ورافدو روافد ، وفارس وفوارس ، وهالك وهوالك ، وخاشع وخواشع ، وناكس ونواكس ، وغائب وغوائب ، وشاهد وشواهد
(١) الكاثبة : اسم لما بين كتفى الفرس قدام السرج ، قال النابغة :
لهنّ عليهم عادة قد عرفنها |
|
إذا عرّض الخطّئ فوق الكواثب |
وفى الحديث : يضعون رماحهم على كواثب خيلهم.