وفرازنة (١) يجوز أن يكون بدلا من الياء ، إذ يقال : زناديق ، وفرازين ،
__________________
المسن قالوا : دهرى ـ بالضم ـ للفرق بينهما ، والهاء فى زنادقة وفرازنة عوض عن الياء عند سيبويه ، وقال أبو حاتم : هو فارسى معرب «زنده كرد» : أى عمل الحياة ؛ لأنه يقول ببقاء الدهر ودوامه ، وقال الرياشى : هو مأخوذ من قولهم : رجل زندقى : أى نظارفى الأمور ، وقال غيره : معرب «زند» : أى الحياة ، وقيل : هو معرب «زندي» : أى متدين بكتاب يقال له : زند ، ادعى المجوس أنه كتاب زرادشت ، ثم استعمل فى العرف لمبطن الكفر ، وهم أصحاب مزدك الذى ظهر فى أيام قباذ بن فيروز ، وقال الجوهرى : الزنادقة الثنوية ، وتزندق الرجل ، والاسم الزندقة. وفى القاموس : هو معزب «زن دين» وقيل : هو وهم ، والصواب معرب «زنده». وفى المغرب : هو من لا يؤمن بالوحدانية والآخرة ، وعن ثعلب : هو والملحد : الدهرى ، وعن ابن دريد هو القائل بدوام الدهر معرب «زنده» كتاب لمزدك. اه ؛ وقال المسعودى فى مروج الذهب : «وفى أيام مانى ظهر اسم الزندقة الذى أضيف إليه الزنادقة ، وذلك أن الفرس حين أتاهم زرادشت بكتابهم المعروف ب (النسناه) باللغة الأولى من الفارسية ، وعمل له التفسير وهو الزند ، وعمل لهذا التفسير شرحا سماه البازند ، وكان الزند بالتأويل غير المقدم المنزل ، وكان من أورد فى شريعتهم شيئا بخلاف المنزل الذى هو النسناه وعدل إلى التأويل الذى هو الزند قالوا : هذا زندى ، فأضافوه إلى التأويل وأنه منحرف عن الظواهر من المنزل إلى تأويل هو بخلاف التنزيل ، فلما أن جاءت العرب أخذت هذا المعني من الفرس وقالوا : زنديق ، وعربوه ، والثنوية هم الزنادقة ، ولحق بهؤلاء سائر من اعتقد القدم وأبى حدوث العالم» اه (انظر ح ١ ص ٢١٢ طبعة دار الرجاء)
(١) قال فى اللسان : «الفرزان : من لعب الشطرنج ؛ أعجمى معرب ، وجمعه فرازين» اه. وقال في القاموس : «فرزان الشطرنج معرب فرزين ، والجمع فرازين» اه وليس فى اللسان ولا فى القاموس أن الفرزان يجمع على الفرازنة إلا أن القياس لا يأباه كما يعلم مما أثبتناه عن اللسان فى جمع جحجاح (انظر ص ١٨٨ من هذا الجزء)