فإذا كان قبلها مالا يحسن الوقف عليه وجب فى السعة حذفها ، إلا أن تقطع كلامك الأول وإن لم تقف مراعيا حكم الوقف ؛ بل لعذر من انقطاع النفس وشبهه ؛ وقد فعل الشعراء ذلك فى أنصاف الأبيات ؛ لأنها مواضع الفصل ، وإنما يبتدؤن بعد قطع ، نحو قوله :
٨١ ـ ولا تبادر فى الشّتاء وليدنا |
|
القدر تنزلها بغير جعال (١) |
__________________
وبعده :
وإن ضيّع الإخوان سرّا فإنّنى |
|
كتوم لأسرار العشير أمين |
والتلاد : المال القديم ، والنث ـ بنون فمثلثة ـ : مصدر نث الحديث ينثه إذا أفشاه ، ويروى بدله «ببث» بباء موحدة فمثلثة ، وهو مصدر بث الخبر يبثه إذا نشره ، والوشاة : جمع واش وهو النمام الذى يزين الكلام ويحسنه عند نقله للافساد بين المتحابين ، وقمين : معناه جدير وخليق وحرى ، والباء فى بنث أو ببث متعلقة بقمين ، والاستشهاد بالبيت على أن إثبات همزة الوصل فى الدرج شاذ فى الضرورة ، ونظير البيت المستشهد به قول جميل :
ألا لا أرى إثنين أحسن شيمة |
|
على حدثان الدّهر منّى ومن جمل |
وقول حسان رضى الله تعالى عنه :
لتسمعنّ وشيكا فى دياركم |
|
ألله أكبر يا ثارات عثمانا |
وقول الآخر :
لا نسب اليوم ولا خلّة |
|
إتّسع الخرق على الرّاقع |
وقد روى بيت الشاهد «إذا جاوز الخلّين ... الخ» وكذلك روى بيت جميل «ألا لا أرى خلّين ... الخ» وعلى هذه الرواية لا شاهد فيهما
(١) قد نسب ابن عصفور هذا البيت للبيد العامرى الصحابي رضياللهعنه ، وقبله :
يا كنّة ما كنّت غير لئيمة |
|
للضّيف مثل الرّوضة المحلال |