أتبع العين الفاء فى الرفع والنصب والجر ، فيقول : هذا العدل والقفل ، ورأيت العدل والقفل ومررت بالعدل والقفل ؛ لأنه لما لزمه تسوية الرفع والجر فيهما لئلا يؤدى إلى الوزن المرفوض أتبعهما المنصوب وجعل الأحوال الثلاث متساوية
قوله «ومنهم من يفر فيتبع» يعنى فى المهموز فى الأحوال الثلاث ، وكذا غير المهموز ، وإن لم يذكره المصنف ، والفرق بين المهموز وغيره أن المهموز يغتفر فيه الأداء إلى الوزن المرفوض فيجوز ذلك كما يجوز الاتباع ، وأما غير المهموز فلا يجوز فيه إلا الإتباع
ولم يذكر المصنف فى هذا الفصل أيضا وقف أهل الحجاز
هذا ، وقد ذكرنا قبل أن هاء الضمير كالهمز فى الخفاء ، فإذا سكن ما قبلها وهو صحيح جاز نقل ضمتها لبيانها إلى ذلك الساكن ، نحو منه وعنه ، قال :
١١٤ ـ عجبت والدّهر كثير عجبه |
|
من عنزىّ سبّنى لم أضربه (١) |
وبعض بنى عدى من بنى تميم يحركون ما قبل الهاء للساكنين بالكسر
__________________
(١) هذا بيت من الرجز لزياد الأعجم ـ وهو من شواهد سيبويه (ح ٢ ص ٢٨٧). العنزى : نسبة إلى عنزة وهى قبيلة من ربيعة بن نزار ، وهى عنزة بن أسد ابن ربيعة ، وزياد الأعجم قائل هذا البيت أحد بنى عبد القين. والاستشهاد بالبيت فى قوله «لم أضربه» حيث نقل حركة الهاء إلى الباء ليكون أبين لها فى الوقف ، وذلك من قبيل أن الهاء الساكنة خفية ، فاذا وقف عليها بالسكون وقبلها ساكن كان ذلك أخفى لها ، قال أبو سعيد السيرافى : «إنما اختاروا تحريك ما قبل الهاء فى الوقف إذا كان ساكنا لأنهم إذا وقفوا أسكنوا الهاء ، وما قبلها ساكن ، فيجتمع ساكنان والهاء خفية ، ولا تبين إذا كانت ساكنة وقبلها حرف ساكن فحركوا ما قبلها بالفاء حركتها على ما قبلها ، وبعضهم ـ وهم بنو عدى ـ لما اجتمع الساكنان فى الوقف وأرادوا أن يحركوا ما قبل الهاء لبيان الهاء حركه بالكسر كما يكسر الحرف الأول لاجتماع الساكنين فى نحو قولنا : لم يقم الرجل ، وذهبت الهندات» اه