وكذلك معزى فيه غالبان ؛ لأن الألف مع ثلاثة أصول والميم كذلك ، ولو حكمنا بعدم النظير لم نحكم بزيادة واحد منهما ؛ لكونه بوزن درهم ، لكنه ثبت معز بمعناه ، فثبت زيادة الألف دون الميم
وكذا سنبتة ـ وهى حين من الدهر ـ يقال : مضى سنب من الدهر وسنبة وسنبتة ، ولا منع من الحكم بزيادة نون سنبتة ؛ لأن السبت أيضا هو الحين من الدهر
قوله «بلهنية» لولا الاشتقاق وغلبة الزيادة لم نحكم بزيادة الياء ، ولولا الاشتقاق لم نحكم بزيادة النون ، ولكان ملحقا بخبعثن (١) بزيادة الياء فقط ، لكنه مشتق من قولهم : عيش أبله : أى غافل عن الرزايا ، كالرجل الأبله ؛ فانه غافل عن المصائب ولا يبالى بها ، فيصفو عيشه ، وبلهنية العيش : خفضه
قوله «العرضنة» العرضنة والعرضنى : مشية فى اعتراض : أى أخذ على عرض الطريق من النشاط ، ولو لا الاشتقاق لكان كقمطر من غير زيادة
قوله «وأول أفعل» ؛ لأن تصريفه على أولى وأول دليل على أنه أفعل التفضيل ، وليس بفوعل كما قال الكوفيون ، والصحيح أنه أفعل من تركيب «وول» وإن لم يستعمل فى غير هذا اللفظ ، لا من «أول» ولا من «وأل» لئلا يلزم قلب الهمزة شاذا كما ذكرنا فى أفعل التفضيل (٢)
__________________
(١) الخبعثن : الرجل الضخم الشديد ، والأسد ، والناعم البدن ؛ ومثله الخبعثنة
(٢) الذى ذكره المؤلف فى أفعل التفضيل هو قوله فى شرح الكافية (ج ٢ ص ٢٠٢): «أما أول فمذهب البصريين أنه أفعل ثم اختلفوا على ثلاثة أقوال : جمهورهم على أنه من تركيب وول ـ كددن ـ ولم يستعمل هذا التركيب إلا فى أول ومتصرفاته ؛ وقال بعضهم أصله «أو أل» من وأل : أى نجا ؛ لأن النجاة فى السبق ، وقيل : أصله «أأول» من آل : أى رجع ؛ لأن كل شىء يرجع إلى أوله ، فهو أفعل بمعنى المفعول ، كأشهر وأحمد ، فقلبت فى الوجهين الهمزة واوا