الاخفش أصله هنمرش كجحمرش ؛ لعدم فعّلل ، قال : ولذلك لم يظهروا»
أقول : اعلم أنهم [إنما] حكموا بزيادة جميع الحروف الغالبة فى غير المعلوم اشتقاقه لأنه علم بالاشتقاق زيادة كثير من كل واحد منها ؛ فحمل ما جهل اشتقاقه على ما علم فيه ذلك ؛ إلحاقا للفرد المجهول حاله بالأعم الأغلب ، وقد ذكرنا الكلام على تقديم المصنف المعرفة بعدم النظير على المعرفة بغلبة الزيادة ، فلا نعيده
القردد : الأرض المستوية ، المرمريس : الداهية ، وهو من الممارسة ، لأنها تمارس الرجال ، ففيه معنى الاشتقاق وإن كان خفيا ، والمرمريس أيضا : الأملس ، والعصبصب : الشديد ، وفيه اشتقاق ظاهر ؛ لأنه بمعنى عصيب ، والهمّرش : العجوز المسنة ، وهو عند الخيل وسيبويه ملحق بجحمرش بتضعيف الميم ، وقال الأخفش : بل هو فعللل ، والأصل هنمرش ، وليس فيه حرف زائد ، قال : النون الساكنة إنما وجب إدغامها فى الميم إذا كانتا فى كلمتين نحو من مالك ، وأما فى كلمة واحدة نحو أنملة فلا تدغم ، وكذا لو بنيت من عمل مثل قرطعب بزيادة النون قبل الميم قلت : عنملّ ، بالإظهار ؛ لئلا يلتبس بفعّل لكنه أدغم فى هنمرش ؛ لأنه لا يلتبس بفعّلل ؛ لأن فعّللا لم يثبت فى كلامهم ، قال : والدليل على أنه ليس مضعف العين للالحاق أنا لم نجد من بنات الأربعة شيئا ملحقا بجحمرش ، قال السيرافى : بل جاء فى كلامهم جرو نخورش (١) : أى يخرش ؛ لكونه قد كبر
__________________
(١) تقول : جرونخورش ـ كجحمرش ـ إذا تحرك وخدش ، ويقال : هو الخبيث المقاتل ، ذكره فى القاموس مادة (ن خ ر ش) فيدل على أن النون أصلية وذكره مرة أخرى فى مادة (خ ر ش) فقال : «كلب نخورش كنفوعل ـ وهو من أبنية أغفلها سيبويه ـ : كثير الخرش» اه والقول بزيادة النون هو ما ذهب